الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أسوأ ما يمكن مشاهدته خلال العام 2020م هو خلو السماء من كثافة الطائرات كما كانت عليه سابقاً، وهي الوسيلة الأكثر أماناً للتنقل حول العالم، وأصبح الأشخاص حول العالم ممن يهوون السفر والسياحة تحديداً أسرى في منازلهم مصابين في معظمهم بداء الكوخ!
وما ان بدأت بوادر الفرج تظهر باكتشاف اللقاحات المضادة للفيروس القاتل المزعج وتسارع الراغبين في السفر للحصول عليها، الا وأضحت الأمور تتعقد شيئا فشيئا خاصة من الناحية المالية والاقتصادية في اشارة الى ان الدنيا لم تعد كما كانت.
فليس من السهل كما كان سابقا اختيار اي دولة في العالم وقضاء الاجازة فيها، بل يتوجب على المسافر أن يسأل عن الاحترازات الصحية، والطلبات التي يجب ان تتوفر قبل ان يحجز مقعده على متن الطائرة. أصبح الأمر بالنسبة للشركات عبارة تكاليف باهظة، في صالح شركات الادوية والمستلزمات الطبية، التي استفادت كثيرا من مسألة أجهزة الفحص(PCR) المطلوبة من المسافر قبل وبعد، والتي تكلف ما بين 80- 150 دولارا للفرد الواحد، بالإضافة إلى التباعد الاجتماعي داخل الطائرة والذي يكلف شركات الطيران فرصة ضائعة.
لذلك تضطر شركات الطيران لرفع أسعار التذاكر في سبيل تعويض خسائرها السابقة بمليارات الدولارات، بالاضافة الى الخسائر اللاحقة المتوقعة جراء انخفاض الطلب على السفر مقارنة بالسابق، فعلا الامر لم يعد كما كان سابقاً، الاسعار و الإجراءات والاحترازات اختلفت، وأصبح السفر عبارة عن مشروع يمر به المسافر عدد من المراحل معظمها قد يكون مزعجا.
في 2020م تكبدت شركات الطيران خسائر وصلت الى 118 مليار دولار حسب تقرير نشرته اياتا، موضحة بأن عدد الركاب تراجع بنسبة 60% خلال نفس العام بسبب انتشار الفيروس.
ولم يكن التقرير متفائلاً في 2021م حيث ان انتشار سلالات جديدة من الفيروس ستؤثر ايضا على قطاع الطيران، بل ان متحور دلتا الاسرع انتشارا يضر حاليا قطاع الطيران بشكل واضح، ومطالبات عدة بالتوقف عن السفر الا للضرورة مما سيؤثر سلباً على قطاع الطيران.
ولكن الدول التي تضرر اقتصادها كثيرا خلال 2020م والربع الأول من 2021م لم تعد تخشى من ذلك بل فتحت حدودها واشترطت على المسافر الحصول على جرعتين وتقديم ما يثبت عدم الاصابة من خلال فحص الـ PCR ولكن هذا الأمر لا يفيد كثيرا، فهناك رادع شخصى لدى البعض بأن السفر في الوقت الحالي قد يكون مخاطرة نوعا ما، لذلك يفضلون تأجيله لحين الاستقرار بشكل كامل وظهور تقارير من منظمة الصحة العالمية بالسيطرة على الفيروس.
في النهاية فإن قطاع الطيران قطاع مهم وحيوي بشكل كبير ويرتبط بشكل مباشر مع عدد كبير من القطاعات، والخسائر التي تتكبدها الشركات سوف تعود بالضرر على الدول مستقبلا، وسوف تفتح الباب أمام تدخل العديد من الحكومات في دعم تلك الشركات لانقاذها من الافلاس، مما يثقل ميزانية الدول مستقبلاً (وخاصة الاوروبية) ويعرقل مسيرتها التنموية، وهو ما نخشاه فعلا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال