الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عام 2001م صدر تعميم من وزارة المالية إلى جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية بأن يصاحب تقديم المشاريع الجديدة المطلوب اعتمادها بالميزانية دراسة للهندسة القيمية للتنفيذ والتشغيل والصيانة على مدى عمر تلك المشاريع.
أحد التجارب الناجحة للهندسة القيمية كانت في الهيئة الملكية بالجبيل وينبع حيث تم تحقيق وفورات مالية وصلت إلى (2.77) مليار ريال وبنسبة تبلغ (7.21%) من تكاليف مشاريع قيمتها الإجمالية (38.4) مليار ريال، وقد تم ذلك من خلال تنفيذ (214) دراسة قيمية حتى نهاية شهر شعبان ١٤٣٥هـ، بمعدل بلغ (١٩) دراسة في السنة الواحدة منذ بداية تطبيق برنامج الدراسات القيمية في ذو الحجة 1423هـ.
في عام 2015م أصدرت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد ( نزاهة) تقريراً يوضح نسبة المشاريع المنجزة والمتعثرة، حيث كانت عدد المشاريع المتعثرة 672 مشروع من أصل 1526مشروع بنسبة تصل إلى 44% ، وأُوعز ذلك التعثر لعدة أسباب من ضمنها عدم الاستخدام الأمثل للموارد وضعف إدارة التكلفة.
إن إدارة القيمة تعتبر منهجية إدارية حديثة تهتم بثلاث عناصر رئيسية وهي كفاءة الأداء وجودة المشروع وتكلفة المشروع، وتبرز أهميتها بأنها تساهم في التغلب على أسباب زيادة التكاليف مع الحفاظ على الأداء والجودة، وتقوم بتحديد الوظائف التي يؤديها المشروع وتحليلها من أجل تحقيقها بأساليب مختلفة وبتكلفة أقل أو بأداء أعلى أو بكليهما من دون المساس بالوظائف الرئيسية .
دونت هنا بعض التوصيات العملية لإدارة القيمة من خلال خبرتي في تخطيط المشاريع، حيث ستساعد المستفيدين على تحقيق المنفعة من المشاريع بأفضل جودة وأقل تكلفة :
*التعاقد مع شركات المقاولات بعقود تقلل من المخاطر مثل عقود الفيديك / عقود هيئة المقاولين والتي تحدد مسؤوليات الأطراف بشكل واضح ودقيق وعادل.
*التقدير الدقيق للتكاليف من قبل الجهات المالكة للمشاريع لتحديد ميزانية المشروع المتوقعة بدقة عالية.
*تحديد مدى معين لأسعار الخدمات الأساسية سواء في الأعمال المدنية / الكهربائية / الميكانيكية أو الأعمال الأخرى المشابهة والتي تتفاوت فيها أسعار السوق بشكل كبير حيث أنه قد يغرر بالمستفيد لعدم وجود معيار واضح لتسعيرها، وتقع هذه المسؤولية غالبا على عاتق الجهات التنظيمية.
* تحديد وفهم متطلبات العميل بشكل واضح للتأكد من عدم إضافة متطلبات تفوق احتياج العميل والتي ستزيد بطبيعتها من قيمة المشروع وليس لها علاقة بالوظائف الرئيسية للمشروع.
*تحديد مدى معين لأجور الموارد البشرية الأعلى كلفة في المشروع وتقوم بذلك غالباً الادارة العليا في المنظمة أو إدارات الموارد البشرية.
*وضع خطة لتشغيل القوى العاملة في المشاريع والاستفادة المثلى منها مع مراعاة الجوانب الجسدية والنفسية والفوارق الفردية.
*تطبيق معايير الهندسة القيمية للمشاريع بدءاً من مرحلة التصاميم للتأكد من عدم وجود هدر عالي في المشروع سواء أثناء التنفيذ أو بعد التشغيل.
*دراسة الجدوى الاقتصادية من المشروع قبل البدء فيه والتي ستوضح عدداً من المتغيرات في المشروع، ويتفادى المستثمر بها مخاطر قد تكلفه كثيرًا عند تجاهلها.
*مراعاة تحديد المدة الزمنية بشكل دقيق لتنفيذ المشاريع وحساب كافة المتغيرات التي تؤثر في مدة تنفيذ المشروع من تصاريح ضرورية ورسومات هندسية ومدة توريد للمواد وكفاءة الموارد وغيرها..
*تضمين إجراءات الصيانة الدورية للمشاريع أثناء التصميم لتفادي إعادة العمل من جديد بعد القيام بأعمال الصيانة لاحقاً .
*تضمين معايير الجودة والسلامة اللازمة للمشروع بشكل عادل لتفادي وقوع الأخطار والتلفيات التي ستزيد من تكلفة المشروع لإصلاحها بالإضافة كذلك مراعاة عدم زيادة المعايير التي تزيد عن حاجة المشروع.
*توثيق الدروس المستفادة لإدارة القيمة من المشاريع السابقة والاستفادة منها في المشاريع المستقبلية .
*الحرص على البحث عن البدائل في الموارد التي تؤدي نفس الغرض الوظيفي و وتستهلك قيمة عالية من تكلفة المشروع.
*تحديد مدة حياة المشروع وحساب التكلفة الاجمالية له مع مراعاة نسبة النمو الاقتصادي والاجتماعي.
وأخيراً، إن مراعاة هذه الأمور أثناء التخطيط للمشاريع قد يأخذ منا جهداً ووقتاً، ولكنه حتماً سيساهم في تحقيق إدارة فعالة للقيمة أثناء التنفيذ والذي من دوره سيساهم في رفع نسبة المشاريع المنجزة ويقلل من تعثرها .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال