الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هذا الأسبوع ملي بالادعاءات والتوقعات الغير منطقية والمطالب المتناقضة فماهي؟ من وجهة نظر نفطية خالصة، إعلان البيت الأبيض هذا الأسبوع وعلى لسان مستشاره جاك سوليفان بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحاول ان تتواصل مع “منظمة أوبك” وحلفائها المنتجين للنفط “اوبك بلس” لزيادة الإنتاج، حيث ان الإنتاج الحالي غير كافي وقد يهدد التعافي الاقتصادي العالمي ومستويات التضخم المرتفعة والتي نتج عنها ارتفاع سعر البنزين.
جاء هذا الطلب بشكل مستهجن وغير منطقي للجميع خصوصا مع إدارة تحث وتدعم التحول الفوري للطاقات المتجددة وبعيدا عن مصادر الوقود الاحفوري (فحم، نفط، غاز)، بل تجاوزته بوقف التراخيص واصدار الموافقات لأعمال النفط والغاز في المناطق الفدرالية. بالإضافة الى ذلك وبعد تولي الرئيس جون بايدن المنصب وخلال ست أيام أعلن إيقاف خط انابيب كيستون الكندي، فهل هذا تناقض أو قصر نظر للمستقبل؟ أم ازدواجية في المعايير؟
خير من يجيب على هذا التساؤل ومن الداخل الأمريكي حاكم ولاية تكساس الامريكية “غريغ أبوت” على أن ولاية تكساس قادرة على إنتاج الزيادة التي طالب بها البيت الأبيض في حال بقت الإدارة الأمريكية الحالية بعيداً عن صناعة النفط الأمريكية” وهذا سوف يؤدي لخفض سعر البنزين الذي ارتفع بشكل كبير جدا مؤخرا.
أما على الصعيد العالمي كانت لوزيرة الطاقة الكندية في ألبرتا “سونيا سافاج” كلمتها حيث اتهمت الرئيس والإدارة الأمريكية بتسيس صناعة النفط والنفاق على أساس مصالح داخلية. سونيا استهجنت هذه المطالب حيث أنه تم إيقاف مشروع خط الأنابيب الكندي القادر على تغذية الولايات المتحدة الأمريكية بقرابة ٨٠٠ ألف برميل يوميا ومن حليف مقرب.
من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت على مفترق طرق بين غضب المواطن الأمريكي البسيط ومتطرفي المناخ. المواطن الأمريكي الذي يسعى الرئيس لكسب وده في الانتخابات القادمة ما يهمه هو سعر الوقود في محطات التعبئة غير مكترث لما يتم تداوله في الصالات المغلقة عن ملف المناخ، الذي يقوده الحزب الديمقراطي المنتمي له الرئيس الحالي وهو ما يزيد الأمور تعقيدا.
الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة الحزب الديمقراطي راهنت على الطاقات المتجددة بشكل كبير ووضعت مستهدفات كبيرة جدا دون وضع الآليات للوصول لتلك الأهداف. بالإضافة لذلك تسرعت في إيقاف التصاريح لأعمال النفط والغاز وبإيقافها أيضا مشاريع خطوط الأنابيب الكندية. لذلك لا يُستبعد بعد تجاوز آثار وتداعيات الجائحة وتعافي الاقتصاد الذي سوف يؤدي لزيادة الطلب العالمي على النفط ان يتم مراجعة هذه القرارات إما بالسماح لزيادة الإنتاج الأمريكي لمواكبة الطلب المحلي او التعامل مع ارتفاع أسعار الوقود وغضب المواطن (الناخب).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال