الثورة الصناعية الرابعة .. وهم أم حقيقة

أموالك محدودة وترغب باستثمارها في مستقبل ابنائك
فهل تشتري لهم سيارة حديثة تمتلك اخر صيحات التقنية؟
ام تنفقها في تعليمهم وتدريبهم حتى يتمكنوا من تحمل مسؤولياتهم والحصول على أفضل فرص للحياة؟
هل الانجاز ان تفتخر بامتلاك ما صنعه الآخرون وباعوه لك بأغلى الأسعار؟
ام تفتخر بما يمتلكه ابنائك من علم ومعرفة؟
ايهما يستحق الافتخار ان تستهلك ما حققه الآخرون من علم؟
ام تفتخر بأبنائك الذين يمتلكون المعرفة ويصنعون لك المستقبل؟
هذه هي المساحة ما بين الوهم والحقيقة.
وهذا الفرق بما كان سائداً بمنطقة الخليج بالافتخار بالاستيراد من الخارج، وما جاءت به الرؤية بالاعتماد على المحتوى المحلي وخلق الوظائف.
شعار الثورة الصناعية الرابعة هو امتداد لشعار نقل التقنية الذي كان مسيطراً على توجهات دول الخليج كافة منذ سبعينيات القرن الماضي.
وهو شعار لا معنى له كما هو شعار الثورة الصناعية الرابعة لا معنى له ولا تاريخ ولا يتحدث عنه في العالم اجمع الا منطقة الخليج كما فصلت فيه في مقالي المنشور في صحيفة مال “الثورة الصناعية الرابعة.. يكفي شعارات”

ما حصل من تبنى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم التقنية شعار الثورة الصناعية الرابعة وعقد المؤتمرات الضخمة المملة عن انجازات التقنية في الخارج، هو ليس مخالفاً فقط لتوجهات رؤية ٢٠٣٠ فقط بل انه يستحق ان يفتح ملفات الجهات البحثية.
اين انجازاتها مقابل الأموال السخية التي تصرف عليها؟
ومن الشفافية ان تعلن تلك الجهات ميزانيتها واين صرفت
وما هو تأثيرها على المؤشرات الاقتصادية.
البحث العلمي أحد ركائز تطور الشعوب، لكن لا يمكن ان يترك الإنفاق المالي الضخم ليخرج علينا مركز عريق كمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتحدث عما قدمه الآخرون وبيع الوهم للناس ان شراء تلك التقنية يعتبر انجازا يستحق ان نشكرهم عليه.

المبدأ المهم لتقييم الانجازات في الرؤية والتأكد ان تلك الانجازات تسير وفق الأهداف المرسومة هو علاقة كل إنفاق بالمؤشرات الاقتصادية وأهمها مؤشر البطالة.
فأما ان تقدم لنا مدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية علاقة الإنفاق المالي الذي تحصل عليه مقابل المؤشرات الاقتصادية أو تتفضل بعمل مراجعة داخلية لاقتلاع كل النباتات البرية المتسلقة وتبقى فقط على الأشجار المثمرة.