الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
القوة الناعمة (Soft Power) مصطلح حديث نسبيًا، وهو مصطلح ابتكره أستاذ العلوم السياسية السيد/ جوزيف ناي من جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب والاستمالة والإقناع بصورة ناعمة أو غير مباشرة ودون إكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع، حيث عرفها بأنها: “القدرة على الجذب لا عن طريق الإرغام والقهر والتهديد العسكري، والضغط الاقتصادي، ولا عن طريق دفع الرشاوي وتقديم الأموال لشراء التأييد والموالاة، كما كان يجري في الاستراتيجيات التقليدية القديمة، بل عن طريق الجاذبية، وجعل الآخرين يريدون ما تريد”.
وتم استخدام منهجية القوة الناعمة للتأثير على الرأي العام وتغييره من خلال قنوات رسمية وغير رسمية، موثوقة وغير موثوقة، والضغط من خلالها وبخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمحافل الثقافية والرياضية والفنية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية غير مباشرة، ويستخدم المصطلح حالياً على نطاق واسع في الشؤون الدولية من قبل المحللين والسياسيين. لذلك قال جوزيف ناي إنه مع القوة الناعمة ” أفضل الدعايات ليست دعاية”، يقصد أن تلك الدعايات تتحول إلى حقيقة عبر اعتناق الناس وتصديقهم لها وتأثرهم بانتشارها وأسلوب طرحها، موضحاً أنه وفي عصر المعلومات تعد “المصداقية أندر الموارد”. ابتكر جوزيف المصطلح في كتابه الصادر عام 1990 وقام بتطويره في كتابه الصادر عام 2004 بعنوان القوة الناعمة.
في العام 2007م تحدث الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني هو جينتاو بأن الصين بحاجة إلى زيادة قوتها الناعمة. وتحدث أيضًا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عن الحاجة إلى تعزيز القوة الناعمة الأمريكية عن طريق زيادة الإنفاق على الأدوات المدنية. ووفقًا لمسح مجلة مونوكل للقوة الناعمة عام 2014، تتبوأ الولايات المتحدة المركز الأول تليها ألمانيا ثم المملكة المتحدة واليابان وفرنسا وسويسرا وأستراليا والسويد والدنمارك وكندا.
ان وعي المغرد والرياضي والمثقف والشاعر والرسام والممثل والمشهور بأنهم أحد أبرز مكونات القوة الناعمة لوطنهم، وأنهم قادرون على حماية مصالح بلادهم بصورة سلمية ومحببه، أمر غاية في الأهمية، لذلك على جميع المؤثرين استيعاب مفهوم القوة الناعمة، والقيام بالواجب الوطني من خلال ممارسة هوايتهم المحببة، وتمرير رسائل تمثل قيم ومبادئ الوطن وتحمي مصالحه بصورة صادقة ونبيلة ومشرفة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال