الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
العقبات …
أكثر ما يؤرق الشخص، ويؤثر على إنجازه هي العقبات التي تعترض مسيرته نحو النجاح. والكثير منا يتخلى عن أهدافه بمجرد تعرضه للعقبات في مسيرته. جاءت المعوقات لتقوي عزيمتنا نحو تحقيق الهدف. وكلما واجهنا عقبات أكثر ؛ كلما كانت النتائج أفضل وأبرز. والعقبات إما أن تكون داخلية أو خارجية، والداخلية أشد خطرًا على مسيرة الإنجاز ؛ لأنها تنبع من الذات.
القوة والإصرار..
لقد جاءت العقبات لتقوينا وتكشف عن مكمن قوتنا واصرارنا في تحقيق أهدافنا. فإذا تنازلنا عنهما فلا داعي لإكمالنا لرحلة العمل؛ فقد استسلمنا من أول عقبة اعترضت طريقنا. والتغلب على العقبات مهارة قَلَّ من يتقنها. ومن أتقنها وتعلم منها ؛ فقد اكتسب مهارات تجعل منه شخصا أكثر قوة وإصرارا، وأكثر تأقلما مع الحياة العملية.
المرونة..
المرونة مطلوبة في العمل.. لماذا ؟! لأن الحياة مليئة بالمفاجآت ؛ وبالتالي فهي تكسر من كان صلبا صلدا، وتعصر من كان لينا سهلًا. والحكمة هنا، أن لا تكون لينا فتعصر ولا صلبًا فتكسر، وعليك بالتشكُّل مع العقبات حسب ظروفها وسياقاتها.
للعقبات أنواع وأشكال مختلفة، ولا يتسع المقام لإحصائها وتفنيدها ، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن أهم عقبة ستواجهك لن تكون من دائرةٍ بعيدة عنك ، بل ستكون ممن حولك !! وتحديدًا ستكون من أعدائك أو أصدقائك ، وفي كلا الحالتين ستحتاج إلى الحكمة والدبلوماسية في التعامل معهم. فإن كان لهذه العقبات علاقة بأصدقائك فتعامل معها بدبلوماسية ؛ لكي لا تخسرهم؛ فهم جزء من رأس مالك. وأما إن كان لها علاقة بأعداءك – وهذا وارد جدا ، وهو المرَجَّح – فالأفضل لك أن تتعامل معها بحذر وتأني إلى أن تتجاوزها. وعليك أن تتعلم منها وترصدها في حساباتك؛ لتستفيد منها في المرات القادمة. كما أنك ستواجه أيضًا عقبات من منافسيك وهذه علامة مبشرة لك تدل على نجاحك ؛ وهنا يجب عليك أن تتجاوزها بثقة ، وأن تصفق لنفسك وتتعلم منها.
نصيحة..
إياك والظلم أو الفجور في الخصومة؛ فإن الظلم ظلمات، ويخلق الحقد والبغضاء، ولا يولد إلا الجفاء. وسأروي لكم حكاية تعطي درسا عميقا في ذلك. فيُحكى أن مُعلم المأمون ضربه في صغره بالعصا دون سبب !!
فسأله المأمون: لِمَ ضربتني؟!
فقال له المعلم: اسكت !!
وكلما أعاد عليه السؤال، كان يقول له: اسكت !!
وبعد عشرين سنة تولى المأمون الخلافة، فخطر هذا المعلم على باله؛ فاستدعاه.
فلما حضر سأله: لماذا ضربتني عندما كنت صبياً ؟!
فسأله المعلم: ألم تنس؟!
فقال: والله لم أنسَ !!
فرد عليه المعلم – وهو يبتسم – : لأنى أعلم أنك ستكون في يوم من الأيام خليفة المسلمين فتعمدت ضربك دون سبب؛ “حتى تعلم أن المظلوم لا ينسى” !! وعاد ينصحه قائلًا: لا تظلم أحداً؛ فالظلم نار لا تنطفئ في قلب المظلوم ولو مرّت عليه السنون.
من الآن فصاعدا، لنتفق على ألا نطلق عليها عقبات، ولكن سنسميها تحديات. وكلما زادت تحدياتنا كلما تعلمنا أكثر واستمتعنا برحلة النجاح أكثر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال