الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بداية القصة
في عام 1950 جاءت شركة American Express بأول بطاقة ائتمانية سميت آنذاك بـ Diners Club وهي أحد الأشكال البارزة التي تعكس تطور الخدمات المصرفية. شيئًا فشيئًا بدأت البنوك بإصدار بطاقات للحسابات الجارية؛ بغرض تسهيل خدماتها الإلكترونية، وتقليل التكاليف التشغيلية. والجدير بالذكر أن البطاقات الائتمانية تعد أداة دين؛ أي أن المستفيد يقترض بها مالًا للحصول على سلعة أو خدمة ثم يسدد المبلغ في وقتٍ لاحق وذلك خلال مدة سماح محددة، بما يتضمن شرطًا يقتضي أن التأخر في السداد يؤدي إلى دفع فوائد ورسوم على المال المقترض.
ارتفاع عدد البطاقات الائتمانية على مر السنين عالميًا
وعلى مر السنوات نشهد تزايد الطلب على البطاقات الائتمانية وفق ما تشير إليه الإحصاءات، فمن عام 2015 كان عدد البطاقات الائتمانية المصدرة عالميًا يقارب 864 مليون بطاقة، أما في نهاية عام 2020 فقد بلغ عدد البطاقات الائتمانية المصدرة ما يزيد عن 1141 مليون بطاقة ائتمانية عالميًا.
مميزات البطاقة الائتمانية
لعل المميزات الكثيرة التي تقدمها البطاقة الائتمانية ساعدت في انتشار استخدامها، ومن هذه المزايا على سبيل المثال لا الحصر؛ سرعة إجراء المعاملات المالية بما لا يتعدى ثوانٍ معدودة، وإمكانية استخدامها في عمليات الشراء من أي مكان في العالم، والأمان الذي تتسم به فلا يمكن سرقة الأموال الموجودة فيها إلا بمعرفة الرقم السري، وإمكانية استخدامها في التسوق الإلكتروني تزامنًا مع إمكانية سحب المال من الآلات المصرفية، إضافة لتخصيصها نسب تخفيض على السلع التي يشتريها العميل بالبطاقة، وكذلك تتيح بعض البطاقات الائتمانية التعامل مع العملات المختلفة دون الحاجة لحمل أكثر من نوع من العملات.
ما هي السلبيات إذن؟
وكما أن للبطاقات الائتمانية إيجابيات ومزايا كثيرة إلا أنها لا تخلو من السلبيات والمخاطر، أولها قدرتها في التأثير على سلوك الفرد الاستهلاكي؛ بدفعه إلى الشراء والاستهلاك غير المبرر أحيانًا، وذلك تبعًا لكونها أداة تتسم بمرونة عالية؛ تسهل على حاملها عمليات الشراء والصرف، ناهيك عن أن حامل البطاقة غير مطالب بدفع قيمة المشتريات فورًا كما هو الحال مقارنةً بالمشتريات النقدية.
هذه المرونة كانت سببًا في أن تتحول نعمة البطاقة الائتمانية لنقمة لدى بعض حامليها، وقد أوقعتهم في مشاكل مالية لا حصر لها، لاسيما أولئك الذين لا يعيرون أهميةً للتخطيط المالي السليم، ويهمشون الموازنة بين الحاجات الضرورية والكماليات الثانوية. من هنا أود أن أقدم بعض النصائح التي تعين على تقنين استخدام الحد الائتماني الخاص بالبطاقة واستخدامه بحكمة، وتقليل مخاطر الرسوم والفوائد على البطاقة الائتمانية للانتفاع منها بشكل أفضل.
كيف أقلل من مخاطر الرسوم والفوائد؟
أولًا: استخدم البطاقة الائتمانية وسيلةً للدفع وليس للاقتراض. لأنك حين تستخدم مبلغ 10 الآف ريال من البطاقة الائتمانية وتختار الحد الأدنى للسداد (5٪ من المبلغ أو 100 ريال أيهما أعلى) فأنت بحاجة لأكثر من 7 سنوات لسداد المبلغ. ولكيلا تقع في هذا المأزق قم بالتواصل مع المصرف واطلب تخفيض الحد الائتماني لأقل مبلغ، والتزم بتحويل المبلغ الذي تريد استخدامه للدفع شهرًا بشهر. فلو تسلمت بطاقة بحد ائتماني 10 آلاف ريال خفضها لألف ريال واطلب طريقة السداد الكامل.
ثانيًا: انتبه للرسوم السنوية، وتثبت من قراءة الشروط والأحكام لمعرفة هذه الرسوم، واعلم أن بعض البنوك تعفيك منها في حالة تحويل الراتب لديهم.
ثالثًا: غالبًا يقدم البنك إما خيار سداد كامل المبلغ عند تاريخ الاستحقاق، وبالتالي لا يتحمل العميل أي رسوم. أو الخيار الثاني وهو تسديد الحد الأدنى، ولكن الفائدة المحملة شهريًا على المبلغ المتبقي عالية جدًا بما يقارب 2.2٪، لا تستخدم أسلوب السداد بالحد الأدنى لبطاقتك الائتمانية؛ فيشير المحللين إلى أن تكلفة الاقتراض عليها مخيفة مقارنة بالقرض الشخصي.
رابعًا: البطاقات الائتمانية مهمة في السفر، لكن في حالة رغبتك باستخدام البطاقة في السفر يمكنك التحويل من حسابك الجاري لتغذية البطاقة الائتمانية بالمبلغ الذي تحتاجه في سفرك.
خامسًا: انتفع من بطاقات الائتمان التي تقدمها بعض البنوك بعملات مختلفة مثل الدولار واليورو لتخفيض تكلفة التحويل بين العملات.
سادسًا: اسأل عن رسوم المصدر الاختياري وهي نسبة مئوية يضيفها البنك على مشترياتك بعملة غير الريال السعودي ما بين 1.15٪ وحتى 2.75٪ من مبلغ المشتريات.
سابعًا: لا تقم بادخار مبلغ للاستثمار قبل أن تسدد المبالغ المتراكمة على البطاقة الائتمانية؛ لأن تكلفة التمويل على البطاقة الائتمانية مرتفعة جدًا.
ثامنًا: إذا لم تتمكن من الانتفاع جيدًا من بطاقتك الائتمانية ولاحظت تراكم المبالغ عليك، لا تتردد في إلغائها تجنبًا للمشكلات المالية التي ستقع فيها من التكاليف العالية، حولها لبطاقة مسبقة الدفع حتى تكون مستعدًا.
تاسعًا: فاضل بين الخيارات وأدرس البدائل جيدًا قبل الإقدام على إصدار بطاقتك الائتمانية فالبنوك تتنافس في تخفيض رسم المصدر الاختياري وبعضها لا يضع رسوم تمويل ولا رسوم تأخير على المبلغ غير المسدد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال