الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يأتي هذا الوقت من كل عام، وقد انتهت مراحل، وبدأت مراحل جديدة أكثر إثارة، في حياة الكثير من أخوتي الطالبات والطلاب، سواء من مراحل الثانوية أو الجامعية؛ ودائماً ما يكون هناك كثير من التساؤلات والاستفسارات التي تبدأ في الانتشار، في دوائر متعددة، مثل الأصدقاء، العائلة، أو حتى على الانترنت. هذه التساؤلات تتمحور حول مستقبلهم العملي والوظيفي بشكل أساسي، حيث يوجد غموض كبير لديهم، وكذلك الكثير من التخوفات، وأيضا بعض التشتت حول المجال الذي سيتخصصون فيه، ما المطلوب، كيف يُمكن أن يحدث تغيير بعد ذلك، وغيرها من التساؤلات.
النقطة الأهم التي أود أن أتحدث عنها اليوم، وأن يتم التركيز عليها، هي أن عالم العمل اليوم، أصبح يتغير بطريقة متسارعة جدا، خصوصا في العام السابق؛ لذا مع تخرجك، وبجانبك مئات الآلاف من الخريجين الآخرين؛ يجب أن يكون لديك فهم كافي ووافي حول ما الذي يجعلك مميزا عن الآخرين، وما المجال الذي يُمكن أن تُقدم فيه أفضل ما لديك، للمنشآت التي ستعمل بها، ولمستقبلك المهني. إذا لم تكن هذه النقاط واضحة بما يكفي، فعليك أولا معرفة وتحديد المجال الذي ترغب في التخصص به، ذلك بالطبع في حالة إذا لم يكن هناك تخصص واضح وترغب به منذ الدراسة الجامعية مثل الطب أو الهندسة أو غيرها من التخصصات، التي غالبا ما يتم العمل في نفس مجالها بعد التخرج. ولمعرفة أفضل تخصص مناسب لك، يجب أن تحدد ما الذي تطمح إليه من خلال هذا المجال، من خلال تحديد بعض المعايير التي تسعى إلى تحقيقها من خلال العمل في هذا التخصص، كالمرونة في العمل، عوائد مالية كبيرة، فرص تطور أفضل، علاقات أكبر، أو غيرها من المعايير التي تناسبك، وإذا كانت هذه المعايير محققة في مجال لديك فيه بعض الخبرة، التي ربما قد اكتسبتها أثناء دراستك الجامعية من أعمال تطوعية أو تدريب أو غيرها، وحدث أن اشتركت المعايير والخبرة والرغبة، فقد يكون هذا هو المجال الأنسب لك.
المرحلة الثانية؛ تتعلق بجعل سيرتك الذاتية أقوى في هذا المجال، ويحدث هذا من خلال معرفة المهارات الأساسية التي يتطلبها العمل في هذا المجال، ثم اكتسابها بالتتابع، وتحديث سيرتك بشكل مستمر، وإبراز نقاط قوتك الفردية التي يمكن أن تحققها بهذه المهارات، ثم التأكد من أن وجودك على الانترنت، بحساباتك المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، يعكس أفضل صورة لك، بالإضافة إلى أهمية وجود حساب وملف مكتمل على منصة لينكدان، ودائما اجعل مشاركاتك تعكس ثقافتك ومهاراتك ورؤيتك، سواء بنشر مشاركات، أو التعليق على مشاركات الآخرين، وهنا تبدأ شبكة علاقات مهنية بالتكوّن بشكل تلقائي، والتي قد تحدثت عنها في المقال السابق، وكل ما عليك أن تعمل على تقوية هذه العلاقات وتطويرها.
الخطوة التالية؛ البحث في المنشآت التي ترغب في العمل بها، وفي هذه المرحلة إذا لم يكن هناك فرصا كبيرة في المنشأة المثالية لك، يمكنك العمل في الفرص المتاحة أمامك، لاكتساب الخبرة العملية وتطبيق المهارات التي قد اكتسبتها سابقا، ومع الجهد والتوفيق من الله ستجد الطريق نحو التطور والعمل في أفضل المنشآت.
أخيرا أود الإشارة، أنه للقدرة على المنافسة وتحسين احتمالات الحصول على الوظيفة المثالية، ينبغي الاهتمام بنوع من المهارات، يُسمى المهارات القابلة للتنقل، وهي المهارات التي تستفيد منها في وظائف مختلفة، في منشآت مختلفة، ومهمة في جميع مراحلك المهنية، مثل مهارات الاتصال، وحل المشكلات، والتفكير الإبداعي، وغيرها، والتي ربما نتحدث عنها في مقال مستقل لاحقا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال