الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد مرحلة الإيمان بأن النجاح والتوفيق من الله والتوكل عليه، وبعد رحلة اكتشافك لذاتك واكتشاف المواهب التي أودعها الله فيك، تأتي مرحلة أخرى مهمة وهي اليقين بأن ما تقوم به سينهض و يكبر و يحقق ثماره.
إنَّ اليقين رحلة صعبة شاقة، وتبدأ بك أنت. نعم أنت!! ؛ فاليقين يبدأ بتقييمك لذاتك، وهو مرتبطٌ بمدى إيمانك بنفسك وبقدراتك. وهناك علاقة طردية بين إيمانك بنفسك وتقييمك لها، وبين ما تستطيع تحقيق. فكلما زاد تقييمك لنفسك كلما زاد ما يمكنك تحقيقه. وهنا سنناقش الأوجه المختلفة لذلك، وأرحب دائما بمقترحاتكم وتساؤلاتكم.
“إن لم تؤمن بذاتك؛ فلن تستطيع إجبار الآخرين ليؤمنوا بك وبما تريد عمله”، هذه هي القاعدة الأساسية للنجاح وتحقيق الترقي والنمو؛ إذ كيف تريد من الآخرين أن يؤمنوا بك وأنت تعاني مشكلة في إيمانك بقدراتك وموهبتك ؟! فلن تكون صادقا وسيكتشف الناس سريعا ضعفك؛ فالناس أذكى مما تتخيل ! ولنأخذ مثالا نقارن فيه بين ساعة كاسيو وساعة رولكس، كلتاهما يخبرانك بالوقت وبنفس الدقة. إذن، لماذا تدفع ألف ضعف بل ربما أكثر في ساعة الرولكس؟! هنا نحتاج إلى التفريق بين السعر والقيمة، فالقيمة المعنوية لساعة الرولكس من تاريخ وعلامة تجارية وسمعة بين الناس تجعل قيمتها أغلى بكثير من سعرها ويدفع الناس فيها مبالغًا مضاعفة. هكذا يجب عليك أن تكون.
أتعلم ما المهم هنا ؟! المهم هنا هو أن تُركز في قدراتك وموهبتك؛ فكلما ركزت فيها كلما نمت وتطورت، وحتما سيزيد ذلك من تقديرك لذاتك وهذا بالضرورة سيؤدي إلى نجاحك.
(اليقين ثم اليقين ثم اليقين)
طوِّر من نفسك وامنحها قيمًا وأخلاقيات تعزز من قيمة ذاتك؛ فكلما زادت قيمتك الذاتية كلما زاد اعتزازك بذاتك، وزادت فرصك في النجاح. الحياة علمتني: أني كلما شعرتُ باكتفاءٍ ذاتي واعتزازٍ بذاتي؛ كلما صغرت العقبات أمامي، وسهل علي الوصول إلى هدفي.
كم شاهدنا من أشخاص عندهم اكتفاء مادي يفوق تصورك ولكنهم تعساء ! لماذا ؟ الجواب بسيط جدا ، لأنهم من الداخل أجْوَافٌ فارغون لا يمتلكون يقينا أو اعتدادًا بأنفسهم؛ ولهذا هم أكثر الناس عرضةً للانكسار والفشل، الذي لا يستطيعون النهوض بعده. أما الأقوياء، فإن سقوطهم هو بداية رحلة ومغامرة جديدة؛ ولهذا تراهم في سعادة دائمة؛ لأن رحلة العمل عندهم هي مشوار سعادة مهما قصرت أو طالت.
الخطوة التالية في رحلة اليقين هي التخيل. إنَّ قوة التخيل لا يمكن أن يتصورها العقل. هناك عبارة لأينشتاين تقول: “التخيل هو كل شيء”. التخيل هو تصور المغامرات القادمة ومشاهدتها ! نعم !! ؛ فكلما زاد انغماسنا في التخيل؛ كلما زادت قدرتنا في خلق تفاصيل كانت غائبة عنا. وكلما زادت قدرتنا في تخيل تلك التفاصيل ؛ كلما زادت فرصنا في جذب تلك التفاصيل إلى واقع حياتنا، وحينها سنعيش المستقبل. إنَّ ما نراه في واقعنا اليوم، كان في يوم من الأيام في مخيلة شخص آخر. وهكذا، فما هو في مخيلتنا اليوم سيكون واقعا في المستقبل، ومن الجميل أن يكون في مستقبلنا نحن؛ وحينها سنصنع نحن المستقبل وسنصنع التفاؤل.
التاريخ مرآة المستقبل، والتخيل منظاره، فاختر أيهما تريد !، والأفضل أن نتعلم من دروس الماضي، ونستشرف المستقبل بمخيلتنا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال