الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعدُّ تسوس الأسنان حالة مَرضية منتشرة بين معظم الناس، وأسبابه معروفة في الغالب، وقد يلحظه الإنسان العادي. بيدَ أن بعض الحالات تحتاج إلى طبيب مختص ليكتشفها إما بالعين المجردة أو بالأشعة السينية؛ إذ قد يكون التسوس بين الأسنان أو متوارياً خلف التيجان. ويحصل الإهمال الطبي هنا إما بسبب علاج السن دون إجراء أشعة أو عدم ملاحظة التسوس رغم ظهوره في الأشعة.
نستعرض هنا حالتين متقاربتين إلى حد ما، حدثتا في الأعوام المتأخرة في بريطانيا، وتدور رحى كل واحدة منهما على إهمال طبي بسبب التسوس نتج عنها ألم مصاحب ومعاناة شديدة.
الحالة الأولى: كانت مع السيد (تي) الذي كان منتظماً في زيارة دورية لطبيب أسنان في منطقة ويست يورك شير منذ عام 2001 حتى شعَرَ في عام 2016 بألم في أحد أسنانه. وبعد أخذ أشعة سينية؛ قرر الطبيب حشو تجويف السن دون أن يلحظ وجود تسوّس. وبمضي بضعة أشهر عاد الألم مع تورم في الجانب الأيسر من الفم، وبعد الفحص؛ صرف الطبيب على الفور مضادات حيوية لوجود عدوى في سنّه المحشي. يُعلّق السيد (تي) هنا بقوله: “لقد صُدمت حين علمتُ بوجود عدوى في سنّي المصاب؛ لأنني اعتقدت أن طبيب الأسنان قد قام بما يلزم قبل حشو السنّ” ويضيف: “وعلى كلٍ، فقد حاولت تقبّل الأمر طالما أن المضادات الحيوية ستنهي الألم، بيدَ أنه عاد مرة أخرى بل وأشدّ من سالفه، مما اضطُر معه إلى تدخل جراحي لعلاج الجذور بسبب تعمّق التسوس في تجاويف السن”. ويردف قائلاً: “في الحقيقة، لم أكن أعلم بأن التسوس كان وراء تلك الآلام التي استمرت معي رغم تناول المضادات الحيوية حتى بعد علاج الجذور إلى درجة وصول الألم إلى اللثة، الأمر الذي حدا بي إلى طلب خلع السن في نوفمبر 2017”. ويستمر السيد (تي) في شرح حالته بقوله: “إنه بعد توديع سنّي الذي صحبني إحدى وثلاثين عاماً؛ قررتُ التواصل مع شركة قانونية مختصة للمطالبة بتعويضي”. وبالفعل قامت شركة محاماة بطلب ملفه الطبي الموجود لدى العيادة، ثم بعد فحصه من مختص؛ تبيّن أن التسوس كان مرئياً في الأشعة السينية، وأنه لو لوحظ في حينه لما احتاج المريض إلى علاج الجذور أو خلع السن. وانتهت القضية على تسوية قبل المحاكمة بمبلغ وقدره خمسة آلاف جنيه استرليني.
أما الحالة الثانية فقد كانت مع السيد (هاري) الذي كان يتقاطع مع السيد (تي) المذكور آنفاً في عدد من المحطات؛ فكلاهما قد عانا من التسوس الذي لم يلحظه الطبيب. وينفرد السيد هاري بأنه لم يكن منتظماً في زيارة طبيب أسنانه، وأنه لم يقم بزيارته إلا بسبب حشوة مكسورة. يقول السيد هاري: “وبالرغم من ترميم السن بعد أخذ الأشعة السينية إلا أن الطبيب لم يلحظ وجود أي تسوس على الإطلاق. لذا بدأت أشعرُ بألم بين فينة وأخرى حتى بدت حدته تتصاعد تدريجياً إلى درجة التحسس من أي طعام أو شراب حاراً أو بارداً. واتجهتُ بعدها إلى طبيب آخر أخبرني بحاجة السن إلى تدخل جراحي لعلاج الجذور. لكن ذلك لم يخفف الألم بل صاعده إلى صعوبة في الكلام؛ مما ألجأني إلى استشارة طبيب ثالث صدمني حين أنبأني بأن الطبيب الثاني قد نسي قطعة معدنية صغيرة حين كان يعالج جذور السن مما أدى إلى تفاقم التسوس الذي لم يلحظه الطبيب الأول”.
يقول السيد هاري: “لقد أُصبتُ بخيبة أمل حين علمتُ بتعرضي لإهمال من طبيبين اثنين لم يتعاملا مع حالتي بالمتعارف عليه مهنياً”. لذا، لم يكن في حالة يستطيع معها الصمت إزاء ذلك الإهمال الذي أودى بحياة سنّه والذي أخبره طبيبه الثالث بأنه من المحتمل توديعه في المستقبل. ونتيجة لذلك، تواصل في عام 2020 مع مستشار قانوني تمكّن من الوصول إلى تسوية بأن تدفع العيادة أربعة آلاف جنيه استرليني؛ لإغلاق الملف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال