الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مهما تعلمنا دروس الإدارة، ومهما كُتب عنها، إلا أنها في الحقيقة تجربة تتأثر كثيراَ بشخصيات وسلوكيات المدراء والمرؤوسين، ولا يمكن لمعادلة واحدة مهما تطورت أن تحل كل مسائل الإدارة اليومية التي يواجهها المدير ومرؤسيه في العمل. إلا أنني لاحظت كثيراً أن سمات شخصية المدير تنعكس بشكل واضح على اسلوب ادارته وتعامله مع المواقف اليومية لفريق العمل، سأتحدث عن 4 سلوكيات تعين المدير على أن يكون مقداماً شجاعاً في إدارته، وتطمئن فريق عمله كثيراً مما يكسبه ولاءً حقيقياً غير مزيف.
السلوك الأول أن تكون “متقبلاً لضعفك” أو لما يقيّمه الأخرون أنه ضعفاً، اقتنع أن نقاط الضعف والقوة هي سمات شخصيتك وأن انعواجاتك وقدراتك هي هويتك، بالتأكيد تعلم جديداً كل يوم لكن لا تكن “غيرك” ، كن أنت دائماَ بكل سماتك. لا تحاول أن تكون حديدياً ينفر منك فريق العمل، بكل كن انساناً يلتم حولك العاملين من كل المستويات الإدارية. تأكد أن الشعور بالخزي هو عندما ترى سمة من سماتك “ضعفاً”، في حين أن الاعتراف بهذه السمة والتعامل معها بوعي هو قمة الانسانية. تحلى بالشجاعة واعترف بضعفك واكسب احترام كل من حولك.
السلوك الثاني أن تثّبت وجهتك، “حدد هدفاً طموحاً .. جداً” وثبت قيمك ولا تتنازل عنها طوال الطريق، اعلن قيمك والتزم بها، بالنسبة لي “المسؤولية” و”احترام الآخرين” والتعايش” من أهم القيم التي لا احيد عنها مهما طال أو قصر الطريق!. هدفك الطموح، هو عبارة عن نجاحات مستمرة متزايدة، لذلك من أهم النصائح للمدراء أن تحدد قائمة أعمالك لكل يوم ، نعم لكل يوم، وترتبها بالأولوية وتنجزها بالترتيب. صدّق جداً أن نجاح أعمال كل يوم هي خطوات الوصول لهدفك الطموح.
السلوك الثالث “امنح الآخرين ثقتك”، لا تبدو متردداً في منحهم الثقة والتفويض اللازم لتأدية أعمالهم. وقبل أن تمنحهم الثقة، كن محلا لها، احترم حدود الآخرين، كن محل اعتماديتهم عندما يلجأون لك، اجعل محاسبتك لهم مسؤولة وليست عشوائية، احفظ وعودك لهم، وكذلك احفظ أسرارهم، كن نزيهاً جدا في تصرفاتك، توقف تماماً عن إصدار الأحكام وتقبل كل الشخصيات ومكّن فريقك من توجيه امكانياتهم الجيدة نحو الأهداف، كن سخياً جداً في أفعالك وكذلك اقوالك. عندما تكون محلاً لثقة الآخرين، ستمنحهم ثقتك باطمئنان، سيُسهل ذلك كثيرا اعمالك وأعمالهم، كما سيحد كثيرا من الجهود التي تُصرف على معالجة غياب الثقة بين الفريق! تأكد أنها جهوداً كبيرة ضائعة لا تسمن ولا تغني من جوع!
السلوك الرابع والأخير ، هو ان “تنهض سريعاً بعد كل إخفاق”، لا تتوقع أنك لن تخفق، إنما تعلم مرونة النهوض سريعاَ ًبعد كل مرة. من الجيد بل من الممتاز أن تنشئ وحدة لدراسة التجارب العملية التي تخوضها أنت والفريق، تناقش فيها معهم في كل مرة أهم الدروس المستفادة، أهم ممكنات النجاح لتعزيزها وضمان تكرارها، وأهم الأخطاء وطرق تلافيها في المرات القادمة، بهذه الطريقة تضمن لنفسك تحسيناً مستمراً وكذلك تطويراً ملحوظاً لكل شخص ضمن فريق العمل.
خلاصة القول، الكمال “وهم”، والتحسين المستمر هو سلم النجاح، كن شجاعاً واعرف سماتك الشخصية وقدرها. كن انسانياً وابني ثقة من حولك، ولا تكن حديدياً ، تصدأ بمرور الوقت! .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال