الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يرى “ليوناردو ديفينشي” أن (التعلم مدى الحياة)، والعمل والاجتهاد في التفكير المرتبط بالتعلم، هم السبيل في التغلب على جميع المشاكل التي تواجه الإنسان طيلة مسيرة حياته. ووفق هذه الرؤية نجد العالم اليوم يشهد اهتمامًا كبيرًا في عملية (التعلم مدى الحياة) وذلك باعتبارها طريق إلى النجاح الاقتصادي للحكومات والشركات.
هذا التوجه الذي يشهده العالم في عملية ربط التعلم مدى الحياة بالاقتصاد يؤدي إلى فتح افاق جديدة ومثيرة للتصور والإدراك على أن القدرة على الابتكار وصناعة المعرفة هم السبيل إلى النجاح الاقتصادي في الدول النامية والدول المتقدمة.
وفي ضوء ذلك يرى “بيل جيتس” في كتابه المعروف (عالم الإدارة بسرعة التفكير) أن التعلم هو السبيل في تغيير الوظيفة للموظف إلى الافضل، وهو كذلك السبيل في مساعدة الإنسان على تطوير واستغلال إمكانياته دون البقاء على نفس الوضع الاقتصادي بلا تغيير.
ومن هنا نشير إلى أن دور التعلم في الاقتصاد أصبح من المعروف لدى الأغلبية سواء كانوا تجارًا أم عملاء، فالتعلم من خلال زيادة الكفاءة له دور في خفض التكاليف والحد كذلك من الهدر في العملية الإنتاجية، وكذلك يؤدي إلى بناء روح التعاون التنافسي وتحقيق التوازن في العملية الاقتصادية.
وهذا ما جعل الدول المتقدمة تركز على قضية (التعلم مدى الحياة ) فنجد دول الاتحاد الأوروبي اهتمت بهذا الموضوع حتى أصبحت من أفضل الدول في العالم في تطبيقات (التعلم مدى الحياة). فالاتحاد الأوروبي أطلق منذ عدة سنوات برنامج سماه مشروع رقم 6، يقوم هذا المشروع في تعزيز تطبيقات (التعلم مدى الحياة)، ويهدف المشروع إلى الاستفادة من روح التعلم في دعم قوة أوروبا الاقتصادية.
ركز الأوروبيون في نموذجهم (مشروع رقم 6) على مخرجات المجتمع ومدى التطور للمهارات وتجددها وتطورها في مواكبة التطور والتغيير العالمي، وبحيث يكون المجتمع لديه صفة العطاء المتبادل والتوافق، وبحيث تعزز نتائج (مشروع رقم 6) جاهزية المواطن الأوروبي لسوق العمل في كل مراحل حياته سواء قبل التقاعد أو بعد التقاعد.
ووفق هذا المنظور أوضح الدكتور محمد جاسم بوحجي من دولة البحرين في كتابه (التعلم مدى الحياة) أهمية أن تكون كل مسارات التعلم مرتبطة بمنهجيات مؤطره تستهدف في النهاية بناء اقتصاد قائم على التعلم يمر من خلال استراتيجيات التعلم.
إن وضع (التعلم مدى الحياة) كأحد اهتمامات وأهداف رؤية المملكة 2030، والقيام بوضع البرامج والمسارات التي تقوم بتحقيق هذا التوجه، تدل أن الرؤية تسير من حيث ما انتهت إليه دول العالم المتقدم من ممارسات ونظريات في عمليات التعلم والاقتصاد. ذكرت أغلب الدراسات التي تطرقت إلى اقتصاديات التعليم فيما يخص (التعلم مدى الحياة) أنه يعتبر أحد أهم مقومات التفوق الاقتصادي والمنافسة العالمية.
وفي الختام … “يمثل برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، إستراتيجية وطنية تستهدف تعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محلياً وعالمياً. ليكون المواطن مستعداً لسوق العمل الحالي والمستقبلي بقدرات وطموح ينافس العالم. وذلك من خلال: تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعرفة. محمد بن سلمان”
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال