الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في هذا اليوم 23 سبتمبر، تمر علينا مناسبة اليوم الوطني ككل سنة، ولكن منذ إنطلاقة الرؤية عام 2016، أصبحت هذه المناسبة وكأنها موعد لإظهار ما أنجز وما حدث وما هي المخرجات التي تؤكد على متانة مجتمع واقتصاد المملكة، وقوة مكانتها الإقليمية والدولية.
وبنظرة سريعة على اخر ثلاث مناسبات، جاء اليوم الوطني السعودي الـ 89 بعد 10 أيام فقط من أكبر هجمات على مرافق نفطية في العالم في بقيق وخريص، واستطاعت المملكة من استعادة الإنتاج في وقت قياسي، مما أفشل محاولة شل أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم، وكان للهجوم ارتداد عكسي على المعتدي ليظهر قدرة المملكة في مواجهة الشدائد، وأيضا مصداقيتها في الحفاظ على استقرار أسواق النفط والاقتصاد العالمي.
اليوم الوطني الـ 90 العام الماضي جاء في لحظة مفترق طرق هامة للاقتصاد العالمي بسبب جائحة (كوفيد-19)، التي تعتبر أحد احنك المحن الصحية والاقتصادية على مر التاريخ الحديث بأسره منذ الأنفلونزا الأسبانية في أوائل القرن الماضي، وكانت المملكة تتحمل مسؤولية ترأس مجموعة العشرين، كما أظهرت مرونتها وسط تراجع غير مسبوق في الطلب العالمي على النفط لإعادة النظام والطمأنينة إلى أسواق الطاقة، وحماية العالم من كوارث اقتصادية.
إلى جانب ما سبق ذكره في العام الماضي، وبالرغم مما عاشه العالم من تحديات مصيرية وضغوطات اقتصادية على المملكة بحكم مكانتها الدولية، ازدهر صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) واغتنم فرصاً جديدة في عدد من القطاعات والصناعات دوليا مما ساعده على تعزيز مكانته العالمية.
ومحليا، كانت المملكة من أكثر دول العالم استعدادا لمواجهة جائحة (كوفيد-19)، بسبب دخولها المسبق في معترك خطط تحول الرؤية الكبرى خاصة في اقتصادها وماليتها، وقد نجحت المملكة نجاحا باهرا في التعاطي مع الجائحة كأحد التحديات أمامها، خاصة أن المملكة كانت قد أسست وبدأت تنفيذ خطة جريئة للتحول الاقتصادي الوطني من خلال برنامج التحول الوطني 2020، وبرنامج التوازن المالي بأجندة للإصلاح وبأهداف رئيسة مثل التنويع للمداخيل والبعد عن الاعتماد على دخل النفط فقط، وتحسين القدرة التنافسية وبيئة الأعمال، وتعزيز زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، والعمل على مشاركة القطاع الخاص الفعلي في بناء الاقتصاد غير النفطي.
وبعد نجاح المملكة في إدارة الموقف الصعب وقد وضعت الإنسان وسلامته نصب عينيها في 2020، أتت أرقام وبنود موازنة 2021 المعلنة لتبدأ المملكة العمل على تشافي اقتصادها مما حصل، بل وتمضي قدما في خططها في الإصلاحات الاقتصادية بالرغم من استمرار تداعيات الجائحة، والإسراع في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية.
اليوم، تأتي المناسبة السنوية (اليوم الوطني 91) ليستمر ظهور الإنجازات والأحداث والمخرجات التي تليق بمكانة المملكة، ومن أهمها برنامج تنمية القدرات البشرية التي تعيد رسم إستراتيجيات التعليم ليكون المواطن ذو قدرات منافسة عالميا، والإعلان عن النية للعمل على أحد أضخم مشاريع إنتاج الغاز عالميا (حقل الجافورة)، ورأينا أيضا التحضير لمبادرة مستقبل الاستثمار (دافوس الصحراء) التي عززت من تعميق جذورها في وجدان كبار رجالات السياسة والاقتصاد ورجال الأعمال العالميين، بحكم أنها لم تعد تستشرف المستقبل فقط، بل والمساهمة في رسم خارطة طريق اقتصاد العالم الجديد من الرياض.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال