الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قطعت السعودية خطوات هامة في مجال الإصلاح ومواكبة متطلبات عولمة الاقتصاد والانفتاح على الأسواق الخارجية حيث نشهد خلال السنوات القليلة الماضية مجموعة واسعة من السياسات والإجراءات الإصلاحية والتي شملت مختلف القطاعات الإقتصادية وذلك تحت مشروع رؤية 2030.
في مقال اليوم راح أتناول قطاع مهم وهو القطاع الدوائي بالسعودية من جانب مالي ومدى تأثيره على الزبائن المحليين سواء مواطنين أو مقيمين. نلاحظ ان هناك اختلاف في أسعار الأدوية سواء الأدوية التي تصرف بوصفة طبية أو غير طبية وكذلك الأدوية الضرورية والأدوية المكملة من صيدلية إلى أخرى ومن شركة أدوية (محلي\أجنبي) إلى أخرى. ومدى كون المنتجات الدوائية المحلية بديلًا للدواء المستورد ومنافسة أسعارها نسبة الى أسعار المنتجات الأجنبية المنافسة. وأيضا لو توسعنا لرأينا أنه أيضًا يوجد اختلاف في منتجات أخرى مثلًا أسعار حليب الأطفال الرضع ولو كان له عوامل شرائية مختلفة مثل توصية الأطباء والصيادلة والخبرات السابقة للأمهات وبلد المنشأ والعلامة التجارية والسعر وغيرها من العوامل.
هل تقوم شركات الأدوية باقتراح طرق تسعير جديدة لمنتجاتها بالتوافق مع مقترحات زبائنها؟
أولًا لنقوم بمعرفة تعريف السعر كما عرفه كاتو Yutake Kato وهو ” السعر الذي يكون المستهلك مستعدًا لدفعه مقابل الحصول على المنتج ويتم تحديده على أساس دراسة السوق لعدة عوامل تشمل نوعية المنتج وخصائصه والسعر المرغوب في دفعه من قبل الزبون\ المستهلك وبجانب معرفة رد فعل المنافسين تجاه ذلك السعر المحدد”.
نشاهد اختلاف الأسعار من صيدلية الى أخرى والزبائن التي تستخدم أدوية معينة سواء أدوية سكر أو أدوية ضغط أو أدوية قلب وداء السرطان وغيرها من أمراض العصر، يعرفون جيدًا هذا الاختلاف سواء كبير أو فرق بسيط بالريالات. الغريب في الاختلاف أنه في مدينة واحدة فقط مثلًا مدينة الرياض تجد الأسعار مختلفة من صيدلية إلى أخرى وبنفس الشارع وهنا أقول في مدينة واحدة وليس من منطقة إلى أخرى مثل ماهو موجود في ولايات أمريكا حيث السعر يختلف باختلاف الولاية وذلك لعوامل عدة.
الزبون هو رقم واحد في العملية حيث أن رضا الزبون يدل على ان الشركة ناجحة وتحقق أهدافها الاستراتيجية ويندرج في زيادة الأرباح والعائد على الاستثمار وحصتها السوقية والمحافظة على الزبائن الحاليين وزيادة ولائهم للشركة وأيضا خلق ميزة تنافسية للشركة. إذا الزبون راضي على شركة ما فإن الشركة تحقق الاستمرارية والبقاء والازدهار في السوق السعودي وكذلك يقوم بالتأثير في إيرادات الشركة على المدى البعيد. يجب على شركات الأدوية القيام بالابتكار التسعيري لوضع أساس لجذب شريحة كبيرة من الزبائن بشكل أفضل من المنافسين في السوق.
قطاع الأدوية والرعاية الصحية في السوق السعودي سوق قوي وأحد أهم القطاعات في الاقتصاد السعودي حيث أن السعودية تصدر الأدوية ل34 دولة (عدد المصانع الدوائية المسجلة في المملكة تتجاوز الـ 40 مصنعاً، تغطي 36% من احتياج السوق السعودي من الأدوية، وأنَّ حجم النمو في هذا القطاع يُقدر بـ 5% سنوياً، وحجمها السوقي يقدر بـ 34 مليار ريال وبحجم صادرات تتجاوز الـ 1.5 مليار ريال) ومن المهم أن يكون هناك تنافس عالي بين الشركات من حيث السعر لكن الواقع يختلف، حيث أن الأسعار متفاوتة وعالية في أغلب الأحيان وهنا أتكلم عن أسعار الأدوية الضرورية سواء محلية أو مستوردة. شركات الأدوية العالمية في بلدان متفرقة تقوم بالمنافسة فيما بينها في إرضاء الزبون حيث أن الزبون هو العامل والمتحكم الأساسي في خطط الشركة وطرح منتجات وأسعار منافسة لتلبية رغبات واحتياجات الزبائن لكن الوضع هنا مختلف تمامًا ويجب أن يكون إيجابيا للزبون حيث أن الوضع الآن اختلف كون التوجه نحو الانفتاح على الأسواق العالمية ورفع المزايا التنافسية.
لفت نظري رد ” الغذاء والدواء” على أحد المتابعين في تويتر بخصوص تسعير الأدوية وتم الرد، حيث أن “سعر الدواء يخضع لعدة عوامل منها مستوى المعيشة واختلاف أسعار العملة وحجم السوق الدوائي وعوامل أخرى”.
بخصوص قرارات التسعير فإن بعض شركات الأدوية تعاني الكثير من المشكلات والتي ساعدت على توسيع الفجوة بينها وبين الشركات المحلية أو الشركات الأجنبية في نفس القطاع حيث تمثلت في ارتفاع أسعار المنتجات.
قرارات التسعير تخضع الى عاملين أساسيين وهما 1) أسلوب الإنتاج المرن (تتضمن العمليات الإنتاجية من استلام المواد الأولية وحتى تسليم المنتج للزبون، وما يطرأ عليها من تغييرات سريعة في الأسواق) 2) التحسين المستمر (تتضمن تخفيض التكاليف خلال مرحلة الإنتاج في دورة حياة المنتج وذلك بعمل تحسينات مستمرة أثناء الإنتاج).
بخصوص الربح المستهدف للشركة او المنشأة تندرج تحت سبع خصائص ويصعب شرح كل واحد في هذا المقال وهي (الربح الكلي، المرونة، ضرورة أو كمالية السلعة، مستوى دخول العملاء، كمية المبيعات، تحليل المنافسين، التخطيط الاستراتيجي).
أخيرًا بالعموم نحن الآن في عصر العولمة وتكامل بين رأس المال والتكنولوجيا والمعلومات والتي نشأ عنها سوق عالمية واحدة. نلاحظ أسعار الادوية تختلف من بلد إلى آخر لكن الأهم أن شركات الأدوية تقوم باستراتيجيات جديدة في اختراق السوق السعودي بأسعار تنافسية ومنخفضة وتقديم منتجات بجودة عالية وبأسعار ممتازة والتأكيد على اتباع الشركات سياسة الأسعار المحددة بالنسبة للأدوية والمنتجات الضرورية والمتداولة. لذا يجب على شركات الأدوية في السوق السعودي العمل على دراسة وتحليل سياسة تسعير المنتج بناء على أسعار المنافسين في السوق ويتم أخذ متوسط لأسعار الشركات المنافسة كأساس لها. وأيضًا القيام بوضع خطط معدة جيدًا لتسعير المنتجات وتقديم منتجات ذات جودة وتكلفة مناسبة تساعد على جذب مستهلكين أكثر وتؤثر عليهم للشراء حسب ظروف السوق.
جانب آخر وهو جانب التعاون بين الجامعات والصناعة حيث هذا الجانب فقير جدًا وذلك عن طريق تشكيل هيئة مؤلفة من عمداء كليات الصيدلة ومدراء شركات الأدوية للتحاور وإقامة ورش العمل حول كيفية النهوض بهذه الصناعة. وأيضًا الاهتمام بأنشطة البحث والتطوير في الصناعة الصيدلية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال