الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الأماكن التاريخية هي نبض المدن وروحها، وهي الامتداد الجميل الذي يربطنا بأجيالٍ سبقتنا، وهي مزار يزوره السائحين في مختلف دول العالم، فما أن تاطأ قدماك مدينة لاجل السياحة الا وتبحث عن ارثها التاريخي ومتاحفها، فالتمدن يتشابه ولكن التاريخ يختلف.
في الآونة الأخيرة أولت المملكة العربية السعودية عناية فائقة بالتراث كونها نقطة التقاء للعديد من الحضارات القديمة وتزخر بالمعالم الأثرية المتنوعة، والإرث الثقافي الذي يحكي عبق التاريخ. فاليوم لم تعد المملكة تضع الشبوك على معالمها التاريخية لاجل منع الزوار ولكنها، نفضت الغبار وبدأت مرحلة المحافظة على المعالم التاريخية وتهيأتها لتكون مزار يحكي تاريخها على مر العصور وحضاراتها المتعاقبة على مدى آلاف السنين.
البارحة، كان خبر مفرح وملفت وهو اعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن مشروع إعادة تطوير وإحياء جدة التاريخية الذي يهدف إلى تطوير المنطقة لتكون مركزاً للثقافة والأعمال ووجهة لرواد الأعمال حيث يرتكز هذا المشروع على استثمار المعالم التاريخية، وإعادة تطويرها بقالب عصري إبداعي يُراعي جودة الحياة والاستدامة وتطوير المجال الطبيعي والبيئي ويعزز الجوانب الحضرية.
تنبع استثنائية جدة التاريخية من كونها بوابة الحرمين، فمعظم الحجاج والمعتمرين يقدمون عبر منافذ جده الدولية، فتلك المدينة يقبع وسطها في عبق التاريخ حيث يتميز محيطها بالغنى في التصاميم العمرانية المميزة في المباني والاسواق والمساجد التاريخية والممرات والساحات ذات الدلالات التاريخية. كما تتميز بواجهةٍ بحرية لمرور الحجاج قديماً إلى مكة المكرمة.
جدة التاريخية تم تسجيلها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لدى اليونسكو وهذا يعطيها بُعداً عالمياً لتكون عنصر جذب ثقافي وسياحي، فجدة التاريخية ستكون مكاناً للإبداع والمبدعين، ومشروع إعادة إحياء جدة التاريخية يجسدّ حرص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله- على تنمية المواقع التاريخية في عموم مناطق المملكة، وعنايته بالتراث الوطني المادي وغير المادي، فولي العهد –حفظه الله- يحرص على تهيئة المناطق التراثية لتكون جاهزة لاستقبال الزوار، وخير دليل على ذلك مشروع ترميم مباني التراث العمراني في وسط الرياض، ومشروع ترميم المساجد التاريخية في المملكة ومشروع ترميم وتهيئة الدرعية واقامة المتاحف فيها شواهد لحرصه على التاريخ والمناطق التاريخية.
اليوم، تستعد المملكة لاستقبال 100 مليون سائح سنويا بحلول العام 2030، هؤلاء السياح المتوقع قدومهم ان شاء الله يحتاجون الى مناطق مهيئة لاستقبالهم واقامتهم، فالامر لم يعد تسجيل مناطق في منظمة اليونسكو ولكن الامر ابعد من ذلك، اصبح محرك اقتصادي واستثماري وذو تأثير رئيسي في الناتج المحلي الاجمالي اضافة الى توظيف الايدي العاملة وهو ما تعمل المملكة عليه عبر تهيئة اقتصادها للتنوع والخروج من الوقوع تحت رحمة النفط الى التنوع الاقتصادي والاستفادة من ما وهبها الله سبحانه وتعالى من خامات في باطن الارض وأرث تاريخي فوق الارض وقبل هذا وذاك الانسان السعودي الذي يعتبر هو المحور الحقيقي للاستثمار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال