حقوق العامل في اليوم الوطني

إن الأنظمة في المملكة تشهد تطورًا، وفي ما يتعلق بنظام العمل جاء مراعٍ لأحوال العامل والمنشأة؛ فاستوعب العامل والمنشأة، وأوجب له-أي للعامل- واجباتٍ وأعطى له حقوقا.

وللمنشأة من أجل تسيير عملها وضع لها مجلس الوزراء إطارًا عامًّا هو نظام العمل الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/51) وتاريخ 23/8/1426هـ كإطارٍ عامٍّ لتسيير المنشأة، ووضع المجلس اللائحة الداخلية كَيدٍ للمنشأة تضع فيها ما تشاء من البنود بما لا يُخالف نظام العمل.

وفي يوم الوطن رأيتُ أن أُخلّد ما صفصفه المنظم من حقوقٍ للعامل وتنظيمًا للمنشأة؛ تجعل المتأمل يُدرك حجم التطور الذي تسابقه الوزارات لتحقيق الرؤية.
فقد نصّ معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في اللائحة التنفيذية الصادرة عنه برقم (70273)
وتاريخ 11/4/1440 هـ في المادة (24) عند ” أولًا: تحدد إجازات الأعياد والمناسبات وفقًا لما يلي:..3- إجازة اليوم الوطني للمملكة لمدة يوم واحد في أول يوم من برج الميزان حسب تقويم أم القرى”، فهذا حقٌّ ثابتٌ لا مرية فيه أن للعامل إجازة بأجرٍ كامل كما قرره المنظم في نظام العمل في المادة 112.

وفي حال رغب صاحب المنشأة بحضور العامل في إجازته، فعلى العامل إجابته؛ لأن صاحب المنشأة يمارس الصلاحية الممنوحة له من قبل المنظم الحكيم حسب المادة السادسة بعد المائة ف ٤ من النظام.

يتبادر لذهن القارئ الكريم حول إلزامية مباشرة الموظف لعمله وفي نفس الوقت يوجد تعارض مع حتمية أخذ الإجازة؟!
الجواب: أن المنظم الحكيم جاء مراعيًا للعامل وصاحب المنشأة، ممسكًا العصا من المنتصف، لا يميل لطرف دون طرف، فبالنسبة للمنشأة أعطاها المنظم الحق في تكليف موظفيها بالعمل في اليوم الوطني وبالنسبة للعامل أعطاه إحدى الخيِرين: إما أن يأخذ إجازته فور انتهاء تكليفه أو يؤجلها إلى أي يومٍ آخر، وإما أن يختار التعويض المالي وذلك بأن يكون أجر يومه مضافًا إليه 50%؜ مثال ذلك: لو كان يقبض (1000) ريال عن كل يوم، فإنه يستحق عن اليوم الوطني في حال تكليفه (1500) ريال حسب المادة السابعة بعد المائة ف ١.

ختامًا: المتأمل لنظام العمل وللأنظمة عمومًا؛ يجد أن المنظّم راعى جميع من لهم علاقةٌ بذاك النظام، فلم يحجب طرفًا عن طرف؛ فاللهم أدم على وطننا الأمن والإيمان، واجعل أنظمتنا تزهو الأمم والمثل الأعلى بتوفقها وحداثتها وعصرنتها وتطبيقها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وحرص ومتابعة ودعم سمو ولي العهد -حفظهما الله- واجعل أيام بلادنا كلها أفراح.