الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يأتي تطوير توسعة إنتاج الغاز في المملكة العربية السعودية للسعي إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل وتوفير المواد الأولية لقطاع البتروكيماويات وتقليل الاعتماد على استخدام النفط لتوليد الكهرباء وتحلية المياه.
تمتلك المملكة أحد أكبر الاحتياطيات المؤكدة في العالم من الغاز التقليدي المصاحب للنفط بحوالي 300 تريليون قدم مكعب. هناك أيضاً احتياطيات غاز غير تقليدية تُقدّر بأكثر من 600 تريليون قدم مكعب.
الاستثمار في حقل الجافورة لرفع إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي هو استثمار استراتيجي. تطوير حقل غاز الجافورة العملاق (الغير مصاحب للنفط) سيجعل المملكة في مقدمة منتجي الغاز في العالم بعد اضافة 200 تريليون قدم مكعب إلى 300 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز المثبتة بالفعل في المملكة. وبذلك يصل المجموع الكلي لإنتاج الغاز في المملكة إلى حوالي 500 تريليون قدم مكعب.
السؤال هنا ما هي الاسواق المتاحة للاستفادة من إنتاج حقل غاز الجافورة العملاق؟
هناك عدة سيناريوهات متاحة:
* السيناريو الأول: تصدير الغاز إلى السوق الدولية بعد تحويله من غاز في حالته الطبيعية إلى غاز في حاله سائلة (LNG)، ولكن هل يحتاج السوق الدولي إلى إمدادات إضافية من الغاز المسال وسط التنافسية العالية في اسواق الغاز العالمية؟
* السيناريو الثاني: الاستفادة من هذا الغاز محلياً في المملكة في تغطية الطلب المحلي لتوليد الطاقة، ومعلوم انه في عام 2019 شكل الغاز نحو %65 من مزيج الطاقة الكلي في المملكة. كما أن هناك حاجة كبيرة للغاز لصناعة البتروكيماويات وبناء مصانع بتروكيماوية جديدة.
* السيناريو الثالث: تصدير الغاز الطبيعي للدول المجاورة بخطوط انابيب اقليمية، جميع الدول الثمان المجاورة للمملكة العربية السعودية باستثناء قطر متعطشة للغاية لإمدادات الغاز وبالأخص عمان والكويت.
خطوط انابيب الغاز الطبيعي لا تتطلب بنية تحتية مكلفة لمرافق تصدير الغاز الطبيعي المسال (LNG). كما أن نقل الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب له ميزة اقتصادية قوية من حيث السعر والميزة اللوجستية من حيث النقل. أما بالنسبة لتكلفة شبكة الأنابيب الضخمة هذه، فسوف تبررها الميزة الكبيرة لخطوط الأنابيب الغاز في المنطقة. وسيساهم ايضاً في تحسين وضع هذه الدول في ملف معالجة الحياد الكربوني.
على سبيل المثال، خط الأنابيب للروسي “نورد ستريم 2” الذي يبلغ طوله 1225 كيلومتر واستغرق بناءه خمس سنوات تحت بحر البلطيق والعبور أمام الحدود المائية لكل من: إستونيا ولاتيفا وليتوانيا وبولندا للوصول إلى شمال ألمانيا، وصلت تكلفته 11 مليار دولار فقط. وهذا اقل تكلفة نسبيا في عالم النفط فبناء مصفاة تكرير يكلف اكثر وقد يطول انتظار العائد على الاستثمار.
على سبيل المثال تمتلك روسيا أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم، ويتم تصدير الغاز الروسي في الغالب إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب برية وهي المورّد الرئيسي للغاز بنحو ثلثي احتياجات أوروبا من الغاز، وليس لديها بنية تحتية واسعة لتصدير الغاز الطبيعي المسال LNG عن طريق السفن. وهذا يعطي مزايا كبيرة للغاز الطبيعي ليتم نقله عن طريق خطوط الأنابيب في حالته الغازية بدلاً من تسييله ونقله بواسطة السفن.
بالإضافة إلى خطوط انابيب الغاز الروسية البرية التي تمتد إلى الدول الأوروبية، فإن خط “نورد ستريم 2” هو أول خط أنابيب غاز بحري لروسيا وتم توسيعه تحت بحر البلطيق متجاوز بولندا وأوكرانيا مما سيضاعف صادرات الغاز الروسي إلى ألمانيا وسيزيد اعتماد أوروبا على روسيا.
استثمارات تطوير خط الغاز السعودي إلى الدول المجاورة في متناول اليد، ويمكن أن يبدأ خط أنابيب الغاز من المملكة بالتوازي مع اعمال تطوير مشروع غاز الجافورة، وسوف ترحب العديد من الدول المجاورة بالمشاركة في هذا الخط، وربما تتشجع هذه الدول في المشاركة في الاستثمار في هذا المشروع لما له من انعكاسات إيجابية على اقتصاداتها، ومن المحتمل ان يجذب استثمارات أجنبية لجدوى مشروع الغاز وبالتالي يتم بيعه قبل تصديره.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال