الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قبل سنة تقريبا، في هذه الصحيفة الرائدة، نشرت مقالة عن الحاجة الماسة لنظام يحمي المعلومات الشخصية للأفراد في ظل النمو الحاد والمتسارع للتجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية بسبب جائحة كورونا، وبالفعل صدر بالأمس قرار مجلس الوزراء بالموافقة على نظام حماية البيانات الشخصية. إن المدهش والذي يدعو للفخر حقا هذا التفاعل التشريعي السريع من حكومة المملكة العربية السعودية مع النمو والتطور التي تشهده البلاد في كافة قطاعاتها، وخاصة القطاع الرقمي، لا سيما فيما يخص نظام حساس جدا، لأنه يتعلق بالبيانات الشخصية لجميع الأفراد في المملكة، وأيضا لأنه يحتاج حرفية ومهنية عالية لارتباطه بمجالات رقمية معقدة وشركات عالمية وعابرة للقارات. هذا التفاعل التشريعي السريع لا يمكن أن تجد ما يوزيه ولا حتى في أكثر الدول تقدما.
إن النظام يعتبر نقلة نوعية بكل ما تعنيه الكلمة للاقتصاد الرقمي السعودي. قبل صدور النظام كانت الشركات العالمية الكبرى، مثل Google, Microsoft, Amazon وغيرها الكثير وفي مختلف القطاعات تطلب استشارات قانونية تتعلق بالبيانات الشخصية في المملكة، وكانت أسئلتها تنبع من قانون حماية البيانات الأوروبي “GDPR”، وجل الأجوبة على تلك الأسئلة كانت (هذا السؤال لا ينطبق على الواقع السعودي)، أما الآن وبعد صدور النظام فستغير شركات المحاماة استشاراتها كليا، وحينئذ ستنظر الشركات العالمية للسوق الرقمي السعودي بنظرة مختلفة عن السابق، حيث أصبح السوق الرقمي السعودي في مصاف السوق الأوروبي والأمريكي من الناحية التشريعية، بل سيكون الواقع السعودي أكثر تطورا، إذ استفاد من تجارب السابقين وتدارك أخطائهم.
لقد أعلنت المملكة العربية السعودية قبل بضعة أسابيع من خلال مؤتمر Launch أنها – في الاقتصاد الرقمي- لن تكون مستفيدة ومستهلكة، بل ستكون قائدة ورائدة ومنتجة، ليس في المنطقة فحسب بل على مستوى العالم، وصدر هذا النظام في الوقت المناسب ليكمل ركنا مهما من أركان هذا الطموح.
ومما يدعو للتفاؤل أكثر أن الجهة المسؤولة عن تطبيق وتنفيذ والرقابة على النظام هي الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) التي تلقت دعما كبيرا من سمو ولي العهد حفظه الله، وكان من أهم ثمار هذا الدعم الكبير أن سدايا (من خلال تطبيق توكلنا مثلا) كان لها دور كبير – بعد توفيق من الله – في نجاح المملكة العربية السعودية في تجاوز جائحة كورونا، حيث تعتبر تجربة المملكة قصة نجاح ومضرب مثل لجميع دول العالم.
تولي سدايا، والتي أثبتت نجاحها الكبير تقنيا ورقميا – بسبب الدعم الكبير من سمو ولي العهد -، لتنفيذ نظام حماية البيانات الشخصية والرقابة عليه، يعني أن سدايا – بإذن الله- ستنقل الواقع الرقمي السعودي إلى مستويات عليا من الحرفية والمهنية، حيث تكاملت لديها البنية الرقمية والتشريعية للصعود بالاقتصاد الرقمي السعودي إلى مصاف القيادة العالمية، تحقيقا لرؤية ٢٠٣٠ الطموحة والرائدة، والتي أصبحت حديث العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال