الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
طالما كانت هناك فروقات بين الدول، فالبعض على مستوى عال من التنمية والتطور والتقدم، والبعض الآخر في مستويات أقل، وعلى الرغم من تطور العديد من الدول النامية بسرعة قياسية، إلا أنها لم تستطع أن تصل إلى مستوى التنمية في الدول المتقدمة. ولقد تحدّث الكثيرون وألّفوا نظريات كثيرة حول أسباب الفروقات بين الدول، لكن التفسير المنطقي الأكثر قربا للصواب، والذي أثبتته التجارب المختلفة حول العالم، هو تأثير القدرات البشرية. فالدول المتقدمة أصبحت متقدمة و حافظت على تقدمها نظراً لامتلاكها العامل البشري صاحب القدرات المرتفعة، فإذا ما أرادت أي دولة أن تصل إلى مرتبة متقدمة، عليها أن تسد الفجوة في رأس المال البشري بينها وبين من يسبقها، فالقدرات البشرية كانت وما زالت تؤثر على النمو الاقتصادي، والتنمية والتطور، فالقدرات البشرية هي عماد الدولة.
ولأن قيادتنا، المتمثلة في حكمة الملك سلمان حفظه الله، وشباب وطموح ولي العهد محمد بن سلمان وفقه الله، وبما لديهم من رؤية ثاقبة، وكجزء من تحقيق هذه الرؤية الطموحة، أطلق ولي العهد برنامج تنمية القدرات البشرية، والذي أراه من أفضل برامج رؤية ٢٠٣٠، لما له من تأثير ضخم وهائل على مستقبل المملكة ومستقبل أبنائها، فمن خلال هذه الاستراتيجية التي تم تدشينها، ومن خلال ٨٩ مبادرة ضمن البرنامج، يتم تجهيز كل فرد في هذا الوطن إلى أن يمتلك المهارات، ويعزز القدرات، التي تؤهله إلى أن يكون مستعدا للمستقبل؛ مستقبل العمل، مستقبل المملكة، مستقبل يكون الجميع فيه مساهما في جعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة، التي تملك قدرات تنافس العالم.
أكثر ما أعجبني في هذا البرنامج، هو اهتمامه بتطوير جميع شرائح المجتمع، بداية من مرحلة الطفولة، التي تحتاج إلى أساس علمي صحيح، يستطيع الطفل أن يبني عليه في جميع مراحله المتقدمة، مرورا بالمراحل التعليمية المختلفة، وصولا إلى الجامعات والمعاهد الفنية والتقنية، والتي تستهدف إعداد شباب يمتلك قدرات ومهارات، قادر على فهم ومواكبة متطلبات المستقبل، واكتساب معارف مستقبلية تؤهله إلى إدارة حياته بشكل أفضل، ومستعد لسوق العمل المستقبلي، ولديه من فرص التعلم المستمر مدى الحياة، والذي يجعله مساهماً بشكل أكبر تأثيراً على جميع من حوله، وصولا بالتأثير الإيجابي على المجتمع بأكمله.
وبمثل هذه البرامج يُمكن أن نعزز من نجاحات المملكة ونجاحات شبابها، بأن يكون لدينا القدرة على الوصول بقصص النجاح للمستوى الإقليمي والعالمي، وكما تصدّر قادة المملكة لمسؤولياتهم في تطوير هذا البرنامج؛ لا بد من أن يتحمل جميع أفراد الوطن مسؤوليتهم تجاه تحقيق أهداف هذا البرنامج، من خلال الاستفادة من مبادراته المختلفة، وتشجيع الجميع على تعزيز قدراته، وذلك لضمان النجاح، الذي أراه سيكون نقلة كبيرة ونوعية بمشيئة الله في مسيرة التطور والتنمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال