3666 144 055
[email protected]
بدايةً أؤكد هنا أن مقالي هذا لا يعطي توصية بالشراء أو أي توجيه آخر، ولكنه رأي انطباعي عن ما يحدث في سوق الأسهم السعودية من تنوع واستقطاب لشركات مختلفة القطاعات، وأن دل هذا على شيء فإنما يدل على مكانة السوق السعودية وثقة المستثمرين والشركات في السوق. وأشيد هنا أيضا بما تحرص عليه هيئة السوق المالية من خلق هذا التنوع من خلال استقطاب شركات تعمل في مجالات مختلفة في سوق أسهم يعتبر واحد من أكبر 10 أسواق على مستوى العالم.
وأعتقد أن قرار موافقة الهيئة على طرح الشركة العربية للتعهدات الفنية يعتبر واحداً من هذا التنوع في قطاعات السوق والشركات المدرجة. وشخصيا لم اقرأ نشرة الإصدار بعد ولكني اعتقد ان طرحها يعزز من قدرتها والشركات الأخرى المطروحة على مواكبة التطورات الاعلانية الدولية في المدن والشوارع وعكسها داخليا في بلادنا مما يزيد من جمالية المدن والشوارع. فلك ان تتخيل عزيزي القارئ كيف تحولت شوارع نيويورك ولندن ومدن أخرى إلى أشبه بعروض في الهواء الطلق عبر شاشات عرض مما زاد من الجمال.
فقطاع الاعلانات الخارجية ينمو في كثير من دول العالم مدفوعا بتطور اللوحات الرقمية، التي يسهل تقييم فعاليتها من خلال مؤشرات الأداء الرئيسية مثل أنماط حركة المرور والأحداث الخاصة والتغيرات خلال أوقات النهار وقياس مؤشر عائد الاستثمار الإجمالي، وقياس عدد ونمط الأشخاص الذين مروا بها خلال أوقات محددة. ولقد تغيرت خريطة الإعلانات في العالم حتى غدت إعلانات خارج المنزل أو “آوت أوف هوم” تحتل المراتب الأولى من بين الوسائل الإعلانية الأكثر انتشارًا في الوقت الحالي، وذلك بسبب ازدحام الشوارع الذى جعل الإعلانات الخارجية أقرب إلى المتلقي واستفادتها من التحول الرقمي بشكل إيجابي، كما أصبحت أيضاً “الإعلانات الخارجية” في رأيي واحدة من أهم وأفضل الخيارات المزودة للإعلان في السوق، بما تقدمه من مجموعة متكاملة من الحلول الرقمية التفاعلية مع الجمهور.
في المملكة تحولت المدن السعودية في ظل رؤية 2030 إلى متاحف عمرانية، تتداخل عناصرها وتتشابك، لتشكل لوحة فنية تعكس مستويات التطور الحضاري للمجتمع وتضيف قيمة جمالية في الفراغ العمراني، وتحسن الصورة البصرية في الشوارع، وفي الطرقات وعند التقاطعات، وفي الميادين. وأصبحت الإعلانات الخارجية ثقافةً وفناً وهوية قبل أن تكون صناعة متكاملة، في حين تتنوَّع وسائلها وأدواتها وأساليبها، وباتت تمثل نقلة تطويرية وتنموية وحضرية وبيئية، وتقدم حلول رقمية لتشكل جزءاً أساسياً من نسيج المدينة الحديثة، وشكلاً من أشكال الهوية المميزة لها، لذا أصبح التخطيط لمواقع ولوحات إعلانات خارجية ركيزة أساسية وجزءا لا يمكن تجاهله أو التغاضي عنه في الخطط التنموية الاستراتيجية لتطوير وتحديث وإنشاء المدن، لأنها تعد وسيلة أكثر فاعلية، وأطول أمدا، وأجمل انطباعا، وأكثر إبهارا، وأعمق تأثيرا، ونافذة مؤثرة، كما تتميز الإعلانات الخارجية في شوارع المدن والأماكن خارج المنزل عن غيرها لأسباب كثيرة أهمها توجهها إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور محكوم بمشاهدتها، و لا يستطيع تلافيها، وبالتالي تتمتع بمزايا ترويجية أكبر من غيرها من وسائل الإعلان الاخرى.
محلياً، تشير كل التوقعات إلى ازدهار الإعلانات الخارجية في المملكة، حيث أن فرص نموها أكبر بكثير من أي وقت مضى، مدفوعة بالتطورات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الهائلة التي تمر بها المملكة بالإضافة إلى المدن الذكية المخطط افتتاحها في المستقبل القريب ، وفتح الباب واسعا أمام تدفق السياح من الخارج والمتوقع زيادة أعدادهم بشكل كبير بعد أن افتتحت منظمة السياحة العالمية في الرياض أول مكتب إقليمي لها على الإطلاق خارج مدريد، وهذا من شأنه إقامة الفعاليات والأحداث النوعية الضخمة التي سوف تعزز الزخم الإعلاني بشكل ملحوظ وبالتالي تحقيق معدلات نمو من خلال استقطاب ميزانيات إعلانية يتم صرفها داخل المملكة خاصةً على الإعلانات الخارجية، التي تحول أكثرها بالفعل إلى شاشات الكترونية، مما أتاح لها تسهيل عملية البيع والانتشار للمعلنيين وصارت معه الإعلانات الخارجية خياراً أكثر جاذبية للعملاء، وهذا ما يعزز معدل الانفاق المتزايد على الإعلان الخارجي في المملكة. ورغم انني لست متخصص في الإعلام أو السوق الإعلاني على وجه التحديد ولكنني وكمتابع استمتع بمشاهدة الإعلانات الخارجية وغيري لا شك كثيرين مما يعزز فكرة أن هذه الوسيلة مفضلة للمعلنين، في ضوء تبني المملكة للتقنيات الرقمية الجديدة كجزء من برنامج تحول المدن السعودية لمدن ذكية مما سيؤدي إلى نمو مستدام في الإنفاق على وسائط الإعلان الخارجي الرقمية التي تزايد معدلات نموها بشكل مطرد بلغت نسبته نحو 23% عام 2019م، حسب تقرير فروست وسوليفان.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734