الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كان لانتشار مفهوم “البيئة هي الحياة” أثر كبير في التحول نحو التنمية المستدامة والحياة الخضراء، حيث أولى جميع الباحثين في مختلف المجالات اهتماماً بالغاً بالبيئة في الفترة الأخيرة، خاصةً بعد تعدد المشاكل البيئية وتنوعها، والتي أصبحت تُشكّل خطراً على صحة الإنسان بشكل كبير، ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ حيث تأثرت مختلف المجالات، وكان أكثرها تأثراً هو المجال الاقتصادي.
لهذا توصل بعض الباحثين إلى أن هناك علاقه وثيقة بين مفهوم سلسله التوريد الخضراء وحماية البيئة، وتبين أيضا أنه يجب على المنشآت الصناعية السير نحو هذا الاتجاه، خاصةً بعد تفاقم مشكلة التلوث بشكل كبير في العقود الأخيرة، وتأثر البيئة الطبيعية نتيجة بعض الأفعال البشرية والمخلفات الصناعية، التي أدت إلى تقليص المساحات الخضراء، وقد أثر كل ذلك في النهاية على الصحة العامة للإنسان والبيئة، لذلك قامت الحكومات بسن قوانين وتشريعات لحماية البيئة، مما جعل المنشآت تدرك أهميه البعد البيئي في أنشطتها المختلفة، ومن هنا بدأ الاهتمام بنمط عُرف بسلاسل التوريد الخضراء.
التوريد أحد أهم الأنشطة التي تقوم بها المنشآت، سواء المنشآت التجارية، حيث تقوم بشراء منتجات بهدف إعادة بيعها، أو المنشآت الصناعية، حيث تقوم بشراء منتجات من أجل توفير مدخلات في عملياتها الإنتاجية، لذا بدأ الاتجاه مؤخراً نحو التوريد الأخضر، لضمان أن تتم جميع مراحل الإنتاج في نطاق البيئة، وذلك من خلال الأنشطة التي تتضمنها سلسله التوريد الخضراء، مثل إعادة التدوير، وإعادة استخدام الخامات، كما تتضمن أيضا عمليات تصميم وتوريد الخامات بالصورة التي تضمن وصول المنتج في شكله النهائي إلى المستهلك دون أي ضرر يلحق بالبيئة جراء هذا التصنيع، حيث تضمن هذه السياسة التوصيل الأمثل للمنتجات والخدمات من المصنّعين إلى المستهلكين، من خلال تدفق المواد والمعلومات بالإضافة إلى التدفق النقدي في مجال البيئة.
والحقيقة أن سلاسل التوريد الخضراء لم تأخذ في اعتبارها النظام البيئي فقط، بل شملت أيضا النظام الصناعي، فقد استطاعت المنشآت الصناعية تحقيق أقصى استفادة من خلال تبني فكرة سلاسل التوريد الخضراء، حيث تمكنت من تطوير استراتيجية جديدة تهدف لتحقيق الربح وزيادة الحصه السوقية، من خلال الاستفادة من العديد من المميزات التي تنتج من اتباع هذه السياسية، مثل تخفيض الفاقد عن طريق ترشيد الاستهلاك للموارد الغير متجدده، والاهتمام بالعنصرالبشري سواء من خلال العامل النفسي أو الصحة العامة، حيث يشعر العامل بأن له قيمة ودور هام في المحافظة على البيئة والمساهمة في حل المشكلات البيئية، وبالتالي ينعكس ذلك في النهاية على زيادة الإنتاجية.
أيضاً، انتشار فكرة ربط العلامة التجارية للمنشأة كمنشأة صديقة للبيئة؛ جعل الكثير من المنشآت تولي أهمية أكبر بالبيئة، من خلال أنشطتها المختلفة، وكذلك مشاركتها في المسؤولية الاجتماعية نحو البيئة، كما تؤدي هذه السياسة إلى زيادة الكفاءة الإنتاجية، وذلك عن طريق التقليل من النفايات، حيث تنخفض نفقات تلك المنشآت مما يعود عليها بالنفع،
وقد ساعدت هذه السياسات بشكل كبير في تحسين الصورة العامة للمستهلكين والمستثمرين والموظفين، حيث يستجيب كل هؤلاء بشكل جيد للمنشآت ذات سمعة الأداء البيئي الجيد.
أخيرا؛ على صعيد المملكة، نشهد تحركات كثيرة ومتسارعة نحو الاستدامة البيئية، حيث نرى أن الاهتمام بالبيئة هو أحد المبادئ الأساسية في الكثير من المبادرات والبرامج الخاصة برؤية المملكة ٢٠٣٠، وهذا ما يدفع جميع المنشآت السعودية إلى اتخاذ خطوات جادة نحو الاهتمام بسلاسل التوريد الخضراء، والتركيز على أن تكون جميع الأنشطة المختلفة في منشآتنا تتماشى مع الحفا’ على البيئة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال