3666 144 055
[email protected]
في هذا المقال نستعرض ثلاث حالات حصلت في إنجلترا تضمنت خطأً طبياً في جراحة أنف وأذن. الحالة الأولى كانت في أواخر عام 2005 حين شعرت السيدة لويز بتدنٍ في السمع بالرغم من أنها لا تزال في الثانية والعشرين من عمرها. استشارت طبيبها العام الذي أحالها إلى قسم الأنف و الأذن والحنجرة في مستشفى ويبس كروس في لندن. وأفادها المستشفى بإمكانها استعمال جهاز سمعي لتحسين سمعها أو الخضوع لعملية جراحية تساعد على تحسن سمعها. وقد طمأنها الطبيب الجراح بأن الجراحة منخفضة الخطورة. ونتيجة لذلك، ولأنها لا ترغب في استعمال سماعة أذن؛ وافقت على الخضوع لعملية جراحية في أذنها.
ولقد كان من المفترض أن تستغرق العملية 45 دقيقة فقط، إلا أنها استمرت أكثر من ثلاث ساعات. وبعد انتهاء العملية، أخبرها الطبيب بأنها ستعاني من طنين في الأذن لفترة قصيرة. رجعت السيدة لويز إلى منزلها بعد يومين, ثم بعد أسبوع ذهبت إلى المستشفى لإزالة الضمادات. وخضعت هناك لاختبار سمع، واتضح أنها لا تسمع شيئاً في أذنها اليسرى. بيدَ أن الطبيب طمأنها بأن هذا أمر معتاد وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يرجع سمعها طبيعياً. انتظرت ثلاثة أشهر ولم تشعر بأي تحسن على الإطلاق. وبعد زيارات متكررة للطبيب؛ أفادها بأنها لن تسمع بإذنها اليسرى أبداً.
لقد كان خبراً صادماً لها، مما غيّر في حالتها النفسية، إلى جانب تأثير ذلك على حياتها العامة وقدرتها على أداء مهامها اليومية. لذا قررت رفع دعوى ضد المستشفى، وتولى مكتب المحاماة (فيلد فيشر) إجراءات الدعوى والتخاطب مع المستشفى وأُثيرت مسألة الإخفاق في الحصول على موافقة واضحة من المريضة حيث لم تُطلع على المضاعفات الممكنة. اعترف المستشفى بالمسؤولية وأغلق ملف القضية بتسوية وصلت إلى 95 ألف جنيه استرليني.
الحالة الثانية حصلت مع السيد فينسينت، الذي يبلغ من العمر 79 عاماً حين كان يعاني من كيس في أذنه الوسطى. وفي أبريل 1998، أُجريت له عملية استكشاف للمنطقة التي تقع خلف الأذن مباشرة، وقد تسبب الطبيب في قطع العصب الوجهي بالخطأ. وبالتالي، أُصيب السيد فينسنت بشلل عصب الوجه الأيسر. كانت هناك بعض المحاولات لإعادة تكوين العصب في العملية الأصلية إلا أنها باءت بالفشل. وقد تسبب ذلك في إغلاق العين وصعوبة في تناول الغذاء والكلام مع تغيّر في تعبيرات الوجه ومظهره؛ وذلك لأن معظم حركات عضلات الوجه مرتبطة بهذا العصب.
اعترف المدعى عليه بالمسؤولية، ولكن كان هناك نزاع بشأن قيمة التعويض المستحق الذي اتُفق عليه قبل المحاكمة بوقت قصير، حيث حُسمت القضية مقابل 45 ألف جنيه إسترليني، وهو ما كان السيد فينسينت سعيدًا بقبوله.
الحالة الثالثة كانت مع السيد كارل الذي كان يعاني من صداع شديد وعدم وضوح في الرؤية. لذا أحاله طبيبه العام إلى المستشفى الوطني في لندن الذي قرر بأن الصداع هو بسبب الجيوب الأنفية، وبالتالي خضع لعملية جراحية تسببت في نزيف أدى إلى إتلاف العصب البصري مما أفقده بصر عينه اليمنى.
قبل ذلك، كان كارل يعاني أيضاً من ضعف الرؤية في عينه اليسرى بسبب علة غير مرتبطة بالعملية؛ فأضحى كارل أعمى من نظرة قانونية. لذا لم يكن لديه خيار إلا الاستعانة بمحامي الذي استطاع إنهاء القضية بتسوية مالية قدرها 320 ألف جنيه استرليني.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734