الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
السياحة الخضراء، مصطلح يشير إلى السياحة التي تتضمن زيارة المناطق الطبيعية مع تقليل الآثار البيئية التي تسبب التلوث بجميع أشكاله وباختلاف آثاره. باختصار ، يهدف هذا النوع من السياحة إلى تقليل وعكس الآثار السلبية للسفر و التي تشمل الاكتظاظ ، وتدمير التراث والبيئة ، والتغيير الاجتماعي الضار وغيرها الكثير. اكتسبت الاستدامة في السياحة قوة تواجد على مر السنين على الرغم من ظهور مخاوف مختلفة من قبل أصحاب المصالح في هذا القطاع بسبب آثارها البيئية على الدولة التي تستضيف السياح، حيث كانت التحديات البيئية والتلوث والاحتباس الحراري وتغير المناخ عوامل دافعة للضغط من أجل هذه الاستدامة.
يعد قطاع السياحة صناعة متنامية ، وعندما لا يتم تطبيق ممارساته بالشكل الصحيح، يمكن أن يكون مصدراً للانبعاثات البيئية التي تتلافاها أغلبية الدول في أنحاء العالم. ولكن كيف يمكننا تطبيق هذه السياحة الحذرة على ماهو موجود في وقتنا الحاضر؟ يتضمن خيار الاستدامة تبني الدولة المستضيفة لممارسات صديقة للبيئة في صناعة الضيافة بشكل عام، وقد بدأ الترويج لمفهوم السياحة الخضراء من قبل قطاع الفنادق الذي ركز على تحقيق الحد الأدنى من التأثيرات الضارة على البيئة المحلية مثل ممارسات إدارة النفايات في قطاع الفندقة، والتي تتضمن التدابير المتخذة عند إعادة التدوير، وهو الإجراء الذي يمكن استخدامه لتقليل الانبعاثات التي تؤثر على البيئة من خلال إشراك ضيوف هذه الفنادق والمسافرين بشكل عام في ممارسة السياحة الآمنة.
لعل حلول مواسم السعودية السياحية فترة مناسبة لبدء تفعيل التوعية بمعنى السياحة الآمنة، خاصةً مع بدء جذب السياح إلى استكشاف مناطق المملكة الطبيعية وروائعها التي لم تكن متاحة سابقاً بقدر هذا الحجم للسياح. أرى أن البدء بتوعية مشغلي القطاع كخطوة أولى سيسهل الكثير من الممارسات التي يمكن تطبيقها في المستقبل وذلك من خلال توجيه وعي المشغلين إلى فكرة نهج السياحة المستدامة وأثرها الفوري على الحفاظ على الممتلكات والآثار والموجودات من ناحية وكذلك جودة التنوع والثقافة التي يعيشها السائح من ناحية أخرى.
لحسن الحظ، يمكننا الاستفادة بشكل كبير من التجارب العالمية في هذا النوع من السياحة، حيث تركز الجهات العالمية التي تقود حملات السياحة الآمنة على تشجيع مختلف القطاعات والشركات السياحية على أن تصبح أكثر استدامة ومصدراً مضموناً للسياحة المسؤولة.
بلا شك، لهذه السياحة الأثر الكبير أيضاً على الاقتصاد المحرك، حيث توفر ممارسات إعادة التدوير والتقليل من الانبعاثات الضارة وتقنين استخدام الموارد الكثير على اقتصادات الدول المستضيفة وآثار تحسينها لاتظهر فقط على قطاع السياحة بل تمتد لتشمل جودة الحياة لسكان هذه الدول ايضاً وممارساتهم اليومية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال