الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لقد تعاظم دور منظمات المجتمع المدني في السنوات الأخيرة من القرن الماضي،حيث ساهمت بشكل كبير في تقدم وتطور المجتمعات سواء المجتمعات الغربيةوالعربية أيضا،حيث تُعد أحد الركائز الأساسيةلتقدم المجتمعات وتحقيق التنمية والتطور المجتمعي والبشري فيها،وقد بدأت الدول العربية تبني مفهوم المجتمع المدني، لما له من دور هام في تحقيق أهداف مادية ومعنوية لرفع مستوىالمجتمعاتالبشرية، والمساهمة في رفع كفاءة الحياة للمواطنين،وتوفير الرفاهية المطلوبةوالتنمية في كافة المجالات.
وتتكون منظمات المجتمع المدني عادة من النقابات، والمنظماتالاجتماعيةوالدينية،والجمعيات الأهلية والخيرية،وكذلك الأندية الاجتماعية والرياضية،وهيمنظمّات غير هادفة للربح، بل تقوم على أساس العمل التطوعي،وذلك بهدف تحقيق التنمية للمجتمع،والتكافل بين أفراده في كافة المستويات.
كما تقوم أيضا بدور هام في نشر الوعي والثقافة بين المواطنين، من خلال تنظيم الفعاليات التي تساعد على التطور الثقافي والعلمي والأخلاقي بين المجتمع، ومن هنا اقترنت أهداف منظمات المجتمع المدني بأهداف التطور البشري بشكل خاص، حيث يركز هذا النوع من التنميةعلى العنصر البشري بشكل رئيسي، ويعطي له اهتماما كبيرا وذلك عن طريق تطوير قدرات الأفراد ومهاراتهم والارتقاء بمستوى دخولهم،من خلال توسع خيارات الأفراد عن طريق تنمية القدرات البشريةفي كافة المستويات، والتنمية البشرية تُركز علىثلاث محاور أساسية في تحقيق أهدافها، أولها؛ الاهتمام بصحة الإنسان عن طريق توفير الرعاية الصحية المناسبة له، وثانيها؛ تنمية المهارات المكتسبة والمعرفة من خلال دعم و تطوير نظم التعليم، وثالثها؛ تعزيز ثقة الفرد بنفسه وشعوره بكفاءته الذاتية.
وعلى مستوى المملكة العربية السعودية،اهتمت حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتماما خاصابهذا الموضوع، ووضعت رؤية المملكة ٢٠٣٠ في اعتبارها أهمية العنصر البشري وخاصة فئة الشباب باعتبارهم بناة المستقبل، حيث وفرت لهم برامج خاصه لتنمية قدراتهم والحرص على مشاركتهم في المشروعات الإنتاجية الصغيرة لتأهيلهم السوق العمل، وأحدث هذه المبادرات كانت مبادرة تنمية القدرات البشرية، والتي يقع جزء من نجاحها على عاتق المجتمع المدني في المملكة، لما له من دور كبير في التأثير والوصول إلى كافة فئات المجتمع.
وتأكيدا لأهمية منظمات المجتمع المدني ودورها في تحقيق التنمية البشرية والمجتمعية للشباب السعودي، فقد تم نشر إحدى الدراسات في مجلة “دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية” عام ٢٠١٩، علىعينة من الشباب السعودي،أظهرت نتائجها أن ٤٠٪ من الشباب قد اهتمت الجامعة بتعليمهم كيفيةعمل أبحاث عن أهمية المشروعات الصغيرة في المجتمع، وكذلك ٣٥٪ منهم قامت المؤسسات الإنتاجية بتنظيم ورش عمل لتنمية قدراتهم الإبداعية، وقامت لجان التنمية بمنظمات المجتمع المدني بتنظيم محاضرات لنسبة ٥٧٪ من الشباب المشارك في الدراسة من أجل تشجيعهم على العمل الحر. فهذه الدراسة وغيرها من الشواهد التي نراها من منظمات وهيئات المجتمع المدني بالمملكة، تُبشر بأننا نسير في هذا المجال بخطى ثابتة نحو التقدم والتنمية البشرية، بتفعيل دور المجتمع المدني وفق تطلعات رؤية المملكة ٢٠٣٠.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال