الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يشير مصطلح استراتيجية الاستثمار إلى مجموعة من المبادئ المصممة لمساعدة المستثمر على تحقيق أهدافه المالية والاستثمارية. وتعتمد استراتيجية الاستثمار الخاصة بك كمستثمر على ظروفك الشخصية، بما في ذلك عمرك ورأس المال وتحمل المخاطر والأهداف. ان المستثمر في سوق الأسهم يقوم بتحديد الاستراتيجية المناسبة له عند بداية الاستثمار الواجب اتباعها حسب هدفه ونوعه كمستثمر. لكن لكل خطه استثناءات وتغيرات فالاستراتيجيات ليست ثابتة، مما يعني أنها بحاجة إلى المراجعة بشكل دوري مع تغير الظروف، أي ان الاستثمار في سوق الأسهم كغيره من الاسواق حيث يمر سوق الأسهم بالعديد من التقلبات او التذبذبات في بعض المواسم.
وتسمى الحالة التي يكون فيه اداء السهم مخالفًا لما جاءت به فرضيات السوق بـ التشوهات. ووصفت هذه التشوهات في أسواق رأس المال بأنها الانحرافات عن النماذج المقبولة في الوقت الحاضر، وهي واسعة الانتشار بحيث لا يمكن تجاهلها، ومنتظمة جدًا بحيث لا يمكن وصفها بأنها خطأ عشوائي. (Kahneman & Tversky,1986). ان هذا السلوك الغير مفسر الذي تتبعه الأوراق المالية إما ان يكون تبعًا لفترات زمنية معينة او قد تستمر في الظهور.
ولتوضيح ذلك توجد عدة امثلة من ظواهر التشوهات التي قد تطرأ على أسواق رأس المال مثل ظاهرة نهاية الأسبوع: حيث يكون تأثير هذه الظاهرة في ميل عوائد الأسهم الى الانخفاض نهاية الأسبوع وقد تكون سالبة او اقل من عوائد باقي أيام الأسبوع في حين تميل عوائد بداية الأسبوع الى الارتفاع. (Smirlock & Starks,1986).
ومن الأمثلة على التشوهات الموسمية هو أثر شهر رمضان المبارك: حيث نلاحظ ميل العوائد الى الانخفاض في شهر رمضان مقارنة ببقية الأشهر. (Jadrzej Bialkowski,2010).
ومن التشوهات الملاحظة في أسواق رأس المال هو أثر شهر يناير: حيث ان العوائد ترتفع في بداية السنة الى مستويات تفوق مستويات عوائد باقي الأشهر. (Rozeff & Kinney,1976). ومن الملاحظ ايضًا انخفاض العوائد في نهاية السنة مقارنة ببقية الأشهر حيث في نهاية الربع المالي أو السنة المالية يمكن أن نرى أسواق الأسهم متقلبة جدا، حيث ترتد أسعار السهم لبعض الشركات في اتجاه عكسي.
وقد لاحظ بعض العلماء ان للطقس تأثر على أسعار أسواق رأس المال حيث ان الأيام التي يكون الطقس فيها جيد تكون عوائدها مرتفعة.
من جهة ثانية لدينا الأعياد والعطل الوطنية، وفيها ترتفع أسعار الأسهم وذلك نسبة التفاؤل والمعنويات التي الإيجابية بين التجار في هذه الفترات، إضافة إلى ميل المستهلكين للإنفاق أكثر خلالها.
وفي النهاية أشار بعض العلماء في محاولة شرح لهذه التشوهات في ارجاعها الى الصدفة بينما يعتقد اخرون ان سبب ظهورها هو التحيز.
وخلاصة القول انه توجد هناك حالات كثيرة تؤثر فيها العاطفة والحالة النفسية في اتخاذ القرارات الاستثمارية مما تؤدي الى التصرف بطرق غير تقليدية وان للمواسم تأثيرات عامة على سوق الأسهم مسببة انخفاض وارتفاع وذلك تبعًا لنفسية المستهلكين والمستثمرين وحالتهم المزاجية. حيث ان هذه التحيزات العاطفية تلعب دورًا مهمًا ولها تأثير كبير على حركة أسعار الأسهم وتذبذبات مؤشرات الأسواق. والجدير بالذكر أن تأثير المواسم كبيراً على أسواق الأسهم، وهذا ما لا شك فيه، لكن مع ذلك لا يتعدى كونه عاملاً من عوامل كثيرة ومتعددة تؤثر على هذا السوق بشكل مستمر ومتكامل، لذا علينا ألا نهمل دراسة هذه العوامل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال