الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما نتحدث حول قوانين وإجراءات التجنيس على مستوى العالم، سنجد أن هناك قوانين وطرق مختلفة للتجنّس بجنسية دولة ما، وتُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي أكثر دولة تجنيسا لمواطنيها في العالم من أصول مختلفة، ولها قانون يُحدد من له حق الحصول على الجنسية من خلال الولادة أو بطرق تدريجية، وكذلك كندا التي لديها برامج لاستقطاب أصحاب الكفاءات وتجنيسهم، وغيرهما من مختلف دول العالم التي لديها قوانين وإجراءات خاصة بالتجنيس وفقا لرؤيتها، وتاريخ التجنيس عالميا يطول، ويحتاج إلى العديد من المقالات بل والكتب لاستعراضه، ويكفي أن تعلم أن منتخب فرنسا الذي فاز بكأس العالم عام ٢٠١٨م تكوّن بالكامل من لاعبين من أصول غير فرنسية عدا لاعبين اثنين.
فمع صدور القرار الملكي بالموافقة على منح الجنسية السعودية لعدد من أصحاب الكفاءات المتميزة والخبرات والتخصصات النادرة، وددت أن أستعرض معكم أهمية مثل هذا القرار في مستقبل رؤية المملكة ٢٠٣٠، بدايةً يجب النظر إلى اتجاهين مهمين آخذين في التزايد بشكل متسارع جدا على مستوى العمل عالمياً، الأول أن هناك حرب شرسة على الكفاءات والمواهب الكبيرة من قبل المنشآت التي تُشكل قاطرة الابتكارات والتقدم الصناعي والتقني، والثاني أن التنوع والشمول أصبحا من أساسيات قوة المنشآت والدول، لما يقدمانه من إثراء كبير على المستوى المعرفي والتنوع في الخبرات والتجارب.
التنوع والشمول من خلال تجنيس المواطنين من أصول متعددة حول العالم، من أكثر الأسباب التي أدت إلى أن تُصبح الولايات الأمريكية أكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم، ولديها تسعة من أصل أكبر عشرة شركات قيمة على مستوى العالم، لذا فأرى أن قرار المملكة يفتح بابا نحو احتضان أفضل العقول وأصحاب المواهب والكفاءات المميزة، والاستفادة من إمكاناتهم جنبا إلى جنب مع الكفاءات الوطنية، في بيئة مثالية للإبداع والابتكار، من أجل تحقيق أهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠ بجعل المملكة من الأسواق الرائدة عالميا في استقطاب المواهب، وعندما تُحدد المملكة المجالات التي تستقطب كفاءاتها؛ وأن طريقة الاستقطاب ستكون بناءً على الترشيح وفق المتطلبات، وليس التقدم للتجنيس، فهي لديها خطة واضحة نحو متطلبات واحتياجات مجالات المستقبل التي نسعى إلى التميز والريادة فيها.
وبالطبع عندما نتحدث عن الحرب الشرسة على المواهب، والعمل على استقطاب أفضلهم في المملكة، فهذا لا يقلل أبدا من قوة وتميز الكفاءات وأصحاب المواهب الوطنية، فهمها كان لدينا من المواهب الكبيرة، وبالفعل لدينا الكثير الذين أثبتوا قدراتهم وإمكاناتهم في الكثير من المجالات، إلا أن الاحتياج أكبر لمختلف الخبرات، التي ستزيد من تميز الكفاءات الوطنية.
أخيرا؛ الدول مثل المنشآت، تحتاج إلى مواكبة أفضل الاستراتيجيات عالميا، والاستفادة من تجارب الآخرين، وذلك وفق رؤيتها ومتطلباتها، وإذا ما كان تجنيس واستقطاب عدد من المواهب التي تُضيف قيمة إضافية وتساعد في تحقيق الأهداف والرؤية، فبالتأكيد يكون قرار صائب وفي الاتجاه الصحيح.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال