الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ظل زحمة الأعمال والمهام الإدارية الكثيرة واكتظاظ الأقسام الإدارية بالموظفين على اختلاف قدراتهم ومهاراتهم واهتماماتهم ظهر داء الاحتراق الوظيفي: هذا المصطلح المخيف الذي تم اعتماده مؤخرا من قبل منظمة الصحة العالمية كمرض في حال توفرت عدة أعراض على الموظف منها التعب ونقص الطاقة والشعور بالسلبية نحو المنظمة وقلة الإنتاجية، وغيرها من الأعراض الصحية التي أفضل ألا أتطرق لها احتراما لتخصصات الطبية لأنهم هم من لهم الحق في الشرح والتفصيل من الجانب الطبي.
لذلك سوف نتطرق لهذا المصطلح من الجانب الإداري لعلنا نرسم طريق أو نضع خطة للكشف المبكر عن الحالات داخل المنظمة.
في البداية يُعرف الاحتراق الوظيفي: بأنه حالة يصاب بها الموظف يفقد من خلالها الرغبة بالعمل مما يؤثر ذلك على خفض الإنتاجية بشكل واضح.
بالتالي يصاب الموظف بهذه الحالة جراء عدة أمور لعل من أهمها وأبرزها هي عدم توافق مهاراته وقدراته مع مهام الوظيفة التي يعمل بها، وأيضا عدم إعطاء الصلاحيات الكاملة وعدم التمكين بشكل يتناسب مع قدراته ومهاراته، وزيادة ضغط العمل والمهام الكثيرة التي يحدد لها وقت قصير لإنجازها، عدم التقدير والتحفيز، ضعف المزايا المادية والظلم في توزيع المكافآت مقارنة بكثرة العمل وصعوبته.
اسئلة تتردد كثيرا في الأوساط الإدارية:
هل يحترق الموظف الكسلان ..!!
هل يحترق الموظف المهمل ..!!
الإجابة: طبعا لا ..
كما يقال
((بين العقل والجنون شعرة ،، حتماً بين الإبداع والاحتراق شعرة))
لذلك الاحتراق الوظيفي خطير جدا ويجب التعامل معه بجدية من قبل المنظمات والقادة لأن معظم الموظفين المبدعين والمجتهدين يصيبهم هذا الداء.
بالتالي ستخسر المنظمة أحد أهم الركائز من خلال أسباب بسيطة كان بالإمكان القضاء عليها وضمان استمرارهم.
لذا من أهم الأمور وأكثرها فعالية لمحاربة هذا الداء هي قرب القائد من موظفيه واهتمامه بأدق التفاصيل بحياتهم العملية داخل المنظمة وحياتهم الاجتماعية خارج المنظمة ومحاولة اكتشاف من يمر بهذه المرحلة للبدء بالسيطرة عليها قبل تحولها لمراحل أكثر تعقيدا. لأن المنظمة هي الأكثر تضرراً لأن الموظف في حال اكتشف الحالة التي يمر بها قد يتخذ قرار الخروج من المنظمة كحل سريع وجذري يعيد له توازنه وعدم وقوعه بالاحتراق الوظيفي ومضاعفاته.
ومن أهم الاستراتيجيات والحلول التي قد يتخذها القائد ويعتمدها في منظمته ويراجعها بشكل دوري مع الموظفين الذين يلاحظ عليهم بداية أعراض الاحتراق الوظيفي هو تحفيزهم بشكل مستمر ولو بابتسامة أو كلمة طيبة، مراجعة معدل ارتفاع قدراتهم ومهاراتهم لترقيتهم أو تمكينهم بإعطائهم مهام أعلى، تدوير الموظفين لكيلا يعيشون في روتين ممل، تهيئة وتحسين بيئة العمل لجعلها جاذبة، وبناء علاقات جميلة ومباشرة مع الموظفين.
أخيراً عزيزي القائد لا تقتل الإبداع داخل مرؤوسيك بل ترجمة وحوله لطاقة إيجابية تسعد به بتطوير منظمتك وتساعد وتحافظ على طاقاتهم وإبداعاتهم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال