الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
العنوان في ذاته قد يحمل الطابع الجدلي هذا الأسبوع، مع معرفتي التامة بحرص البعض على تعريب اللفظ، في حين أن البعض الآخر يرى شهرة المصطلح كافية للتعبير عنه. على أي حال فقد اخترت أن أكون اليوم مناصرا للخيار الأسهل، على اعتبار أن الهدف من المقال هو وصول الفكرة ببساطة وسلاسة للجميع.
أما الفكرة التي أحب أن يدور حولها حديثي لهذا اليوم فهي تصب في إطار توثيق التغير والتطور التاريخي للعلامات التجارية وهويتها في سوقنا المحلي. على مدى سنوات بدأت تنتشر في أسواقنا المحلية، وحتى العالمية أيضا، ظاهرة إعادة إطلاق العلامة التجارية مع تعدد الأسباب الدافعة لهذا التوجه. ليس هناك أدنى شك بأن الشركات تسعى باستمرار لأن تكون هويتها متوائمة مع البيئة المحيطة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو حول توثق هذا التغيير والتطوير في الهوية باستمرار.
لا نريد أن تندثر المعرفة بتاريخ كل شعار، وقصته، وكيف تم بناؤه بمجرد أن يطرأ عليه تغيير، فيصبح شيئا من الماضي. هناك إرث معرفي يجب أن يبقى للتاريخ والأكاديميين ممن يسعون باستمرار لتحليل هذه الهويات على اعتبار أنها تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد.
سمعنا عن شركات تفخر بأول شحنة مبيعات قامت بها في سنواتها الأولى، وأخرى تحكي قصة إطلاق العمل من مكتب صغير في أطراف المدينة. كل تلك القصص هي جزء من الهوية وتضيف قيمة للمنشأة، لذلك لا أتعجب وأنا أتابع هذا الاهتمام بتوثيق أحداث جوهرية في مسار المنظمات. وعودا على حديثنا عن الشعارات، فمن منا يمكن أن ينسى شعار الخطوط السعودية الذي ظل و لا يزال محفورا في ذاكرة كثير من الركاب إلى يومنا هذا. حتى جهود الخطوط في اليوم الوطني لإحياء الذكريات الجميلة، اعتمدت بشكل كبير على السعادة التي يخلقها الشعار في نفوسنا.
شركة سابك هي الأخرى كان لها شعار لا يمكن أن ننساه، وهو بالنسبة للكثير من رواد الصناعة يظل رمزا للجودة إلى هذا اليوم. لا ننكر جمال وسلاسة وسهولة الشعار الجديد، القابل للتطبيق في جميع وسائل الطباعة والتواصل والتقنية، لكن ذاكرتنا جميعا تتشرب ما تشاهده للوهلة الأولى وتحتفظ به مع مرور الزمن. بالتأكيد لن يسع المقام هنا لذكر جميع التجارب الحية التي مرت بها شركاتنا الوطنية ومن بينها أيضا اس تي سي، لكنني أحب أن أشير هنا إلى أن مثل هذه الجهود هي بناء للمستقبل، وتعمل على تسهيل عجلة التطور المستقبلية حتى يبقى مدير لعلامة تجارية على درجة كبيرة من المعرفة بتاريخ المنشأة وهويتها. لذلك فإن مثل هذا التحدي الذي يشير له العنوان يمكن أن يكون الشرارة التي ننطلق منها. قبل سنوات كنت قد قرأت تقريرا بعنوان لماذا تعمر الشركات اليابانية، وكان يشير إلى أن بعض تلك الشركات لا زال حيا لمئات السنين، ويكمن السر في كونها تتبنى ثقافة واضحة يمكن تطبيقها على جميع الإدارات. وعليه فأنا أقول بأن المجال لا زال مفتوحا أمامنا لاكتشاف جماليات تاريخ المنظمات، لكن علينا أن نبدأ اليوم قبل الغد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال