الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قد تتفاوت أراء الناس في الأمور الجمالية والذوقية تجاه مايرونة في المنزل فقد يرى البعض أن التصميم الخارجي والواجهات شي مهم وقد يرى أخرون أن الالوان والتكسيات المستخدمة للجدران أهم. ولكنني ومن خبرة جيدة في المجال الهندسي والتطوير العقاري أري أن جودة الهيكل العام الإنشائي بالإضافة إلي جودة تنفيذ الخدمات الكهربائية والسباكة مهمة لكفاءة المبنى و صيانتة وطول عمره ولكن كل هذه الاساسيات و التفضيلات قد لايكون لها أي معني إذا لم يكن التصميم الوظيفي والتوزيع الداخلي للوحدة السكنية مدروس ويلبي حاجة المستفيد.
عرجت في أحدى مقالتي السابقة علي مشروع روشن العقاري وعلي تميز المخطط والتوزيع العام للحي السكني، ولكن بعد الدخول في تفاصيل المشروع والإطلاع علي النماذج والمخططات الهندسية المعروضة للفيلات وجدت أن الفراغات الوظيفية للوحدات لم تعكس ثقافة وعادات المجتمع السعودي وأصبحت لاتلائم العائلة السعودية و هذا قد يقلل من كمالية مشروع إسكاني كمشروع روشن بغض النظر عن مناسبة سعر تكلفة الشراء للفيلا السكنية من عدمها. و أري أن السبب الرئيسي لتلك الأخطاء عدم إلمام المطور والمصمم بثقافة وبيئة المجتمع السعودي وسأتي لاحقاً علي شرح هذه النقطة علي أحد تلك الفلل.
لفت نظري أن التصميم المعماري للفيلات السكنية لمشروع روشن تفتقد للخصوصية ويوجد هدر للمساحات الداخلية بالرغم من محدودية المساحة المبنية ! قد يتفق معي البعض أنه كان لابد من مشاركة وأخذ أراء العملاء المحتملين والراغبين بالشراء لتلك الوحدات وأخذ رأيهم بملائمة التصميم لهم ولطبيعة حياتهم الاجتماعية أم لا قبل البدء الفعلي في مرحلة البناء. سأتي بالتفصيل علي أهم النقاط التي وجدت في مشروع الفلل وساتطرق بالتحديد للفيلا المفصولة نموذج C10 والمبنى علي مساحة أرض 400م2 ومساحة مسطحات البناء له 316.7 م2 :
• اولى تلك الملاحظات الهدر للمساحة الداخلية عند المدخل الرئيسي ” الجانبي ” للرجال حيث أخذت أطول المسافات لتصل إلي باب غرفة الطعام وعليه تم أهدار مايقارب من ثلثي مساحة المجلس! وفي المنطقة ذاتها تجد منطقة الخدمات لرجال تم توزيعها بشكل بدائي لتجد المغسلة خلفها مباشرة شباك مما يضع علامة إستفهام هل للمرايا أي مكان هناك ! وهل تم مراجعتها من قبل مصممين داخليين !
• قد تكون الملاحظة السابقة تندرج تحت أجتهادات المصمم ولكن وجدت ملاحظة جديرة بإعادة التصميم وهي المدخل الوحيد لدورة مياه العائلة من وسط غرفة الطعام والتي ألغت فكرة الخصوصية للعائلة والتي لن تستخدمه إطلاقاً في حال أستخدمت غرفة الطعام من قبل الضيوف الرجال مع أنة يوجد حلول هندسية لتفادي تلك الملاحظة وإعطاء المنزل السعودي أكثر خصوصية . بدون التطرق والدخول في تفصيلات و تفضيلات لملاحظات أخرى قد تكون غير مهمة بالنسبة للبعض والتي من الممكن أن يتكييف معها الساكن بمرور الزمن أو يجد لها تعديلاً بسيطاً يتلائم معه ومع أفراد عائلتة .
في الختام، أود أن أنوه علي أن هذه المشاريع النوعية يجب أن يهتم بأدق تفاصيلها و قراءة سلوكيات أفرادها واذا أعتبرنا أن المنزل هو نواة الحي فان أي خطأ فية سيؤدي إلي فشل المشروع ككل و تلك الملاحظات التي أتت من عدم إلمام المطور والمصمم بشكل كافي عن ثقافة ومناسبة التصميم للفئة المستهدفة قد توجد مستقبلاً حالة من عدم الرضى لدي المستفيد مما يؤدي إلي رفض الوحدة السكنية ويوجد دلائل وسابقات إسكانية هنا وهناك حول العالم وكيف رفض ساكنيها العيش فيها أما بسبب خطأ في التصميم الخاص بالوحدات السكنية أو بسبب خلل في التصميم العام للمشروع. لدي إيمان بأن القائمين علي هذا المشروع النوعي لديهم القدرة علي تحسين وتكييف التصميمات الحالية لتكون أفضل كما أن لدي أمل أن يشرك في تطوير تصميم تلك الوحدات السكنية المصممين والمعماريين السعوديين ولدي الثقة بعد مشيئة الله أن لدينا الكفاءة و القدرة علي تقديم تصاميم ومشاريع تفوق مايتم طرحة حالياً ويكفي أننا أعرف بما يتوافق مع ثقافتنا و عاداتنا وبما يتلائم مع جميع شرائح المجتمع السعودي .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال