الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كانت الاقتصاديات الكلاسيكية ترتكز على المنهج السائد الذي يقول ان المنظمات تعتمد بشكل رئيسي على الفوائد المادية والأرباح، ولا يوجد حيز اقتصادي للمنظمات غير الربحية (NPOs)، ولكن مفاهيم الاقتصاد الحديث تؤكد ان الدور المجتمعي الكبير للمنظمات غير الربحية له اثر واضح في النمو الاقتصادي.
قد يكون جُل هذا التأثير غير مباشر كتعزيز أنشطة ريادة الأعمال ورفع كفاءة رأس المال البشري وتحسين المستوى التعليمي وتقليل الفجوة بين مخرجات التعليم والمهارات المطلوبة في السوق، ولكن تبقى بطبيعة المنظمات غير الربحية كغيرها من المنظمات يعتمد تأثيرها ومساهمتها الاقتصادية بناء على طريقة سلوكياتها في السوق ومدى كفاءتها الإنتاجية.
من أوائل من تحدث عن المنظمات غير الربحية وعلاقتها بالنمو الاقتصادي هو شومبيتر في مقالة بعنوان – المشاكل النظرية للنمو الاقتصادي- في منتصف اربعينيات القرن الماضي حيث حلل العوامل غير الاقتصادية في عمليات النمو الاقتصادي كالبيئة المادية والمؤسسات المجتمعية، والمنظمات وعلاقتها بالتكنولوجيا وغيرها من العوامل الأخرى المتعددة فالاقتصاد منظومة متشعبة لا ينمو منفرداً، بل العديد من العوامل الخارجية تأثر فيه بشكل مباشر وغير مباشر.
المنظمات غير الربحية لها تأثير واضح على الرأس المال البشري ورفع الكفاءة الذاتية بأثرها غير المباشر على النمو الاقتصادي، لذلك هي رافد مهم لإنتاج أنشطة ريادة الأعمال وتعزيز شبكة العلاقات المتنوعة لرواد الأعمال ليكونوا قادرين على إدارة الموارد الطبيعية واستخدامها بطريقة وأساليب جديدة يقودها الابتكار والقدرة الإنتاجية العالية.
قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (ICT) أصبح في السنوات الأخيرة الرافد الأول لرواد الأعمال والمحرك الديناميكي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تميزت بروح المبادرة والنمو الهائل، في المقابل كان الداعم الأول في بقاء المنظمات غير الربحية وشبكة علاقاتها وبرامجها النوعية صامدة وسط الجائحة الاقتصادية العام الماضي.
ومع اعلان ولي العهد محمد بن سلمان ـ حفظه الله – مؤسس ورئيس مجلس إدارة مسك الخيرية إطلاق مشروع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية كأول مدينة غير ربحية في العالم، لِتُلهم العالم بتطوير القطاع غير الربحي دولياً وتكون حاضنة للجمعيات الشبابية والتطوعية وتشارك مع المؤسسات غير الربحية العالمية هذا المفهوم الجديد في نمو الاقتصاديات بهدف تنمية المنافع البشرية وليس الأرباح المادية فقط.
في هذه المنظومة الحيوية، سنرى حقبة جديدة من عصر الاقتصاديات الحديثة يقودها الابتكار وإدارة المعرفة وريادة الأعمال وتأهيل قيادات المستقبل من خلال دفع عجلة التدريب للشباب و الفتيات باحتضان الاكاديميات الرقمية ومتاحف علمية ومراكز الإبداع ليكون وادي جاذب للمبتكرين في العلوم التقنية الناشئة ورؤوس الأموال الجريئة وعشاق العمل المجتمعي حول العالم ليكونوا هنا مع المستقبل، وفي بلد محورها الانسان أولاً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال