الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كم عدد الشركات الناشئة من قبل المهاجرين في الولايات المتحدة؟ سؤال ربما لا يحتاج إلى إجابة، بقدر ما يدفعنا للتفكير في أهمية استقطاب المميزين من أصحاب الكفاءات والمواهب. الانفتاح على الآخر والقدرة على استشراف الأفكار الواعدة في مهدها يكسب الاقتصاد ميزة تنافسية تسافر به إلى آفاق أكثر رحابة. كلنا يدرك ذلك، وكلنا نعلم أيضا أهمية تنوع أساليب التفكير لأي منظومة اقتصادية. كما أن اللافت في الموضوع هو تأثير إضافة شركات واعدة من خلال خلق وظائف جاذبة لأعداد تتزايد بشكل مضطرد من الشباب والشابات.
عندما نتحدث عن برامج لاستقطاب كفاءات خارجية يتم اختيارها بعناية شديدة لتشكل إضافة حقيقية، فنحن ننطلق في رحلة باتجاه العقول. تلك لعقول التي تتحرك بشكل متواصل، وتعمل ليل نهار من أجل البناء الحقيقي في هذا العالم، فعلى هذه الأرض أناس نذروا حياتهم لتكون سلسلة متواصلة من البناء الذي لا يتوقف. هؤلاء المبدعون هم من يفكر خارج النسق الطبيعي لأنهم يبحثون عن الجديد مع كل مرحلة. وهم أيضا يطرحون الأسئلة ليشاركهم الآخرين إجابات تصنع نماذج من الإبداع. وهذا الإبداع هو في حقيقة الأمر نتيجة طبيعية لأي عمل دؤوب يتجرد فيه صاحب الموهبة من التفكير بلغة الأنا، ليحتفل معه العالم بروح تحمل أكثر من معنى للعطاء.
كثير من الابتكارات التي نراها اليوم ونتعامل بها بشكل طبيعي في حياتنا اليومية كانت في بدايتها مجرد فكرة تواجه تحديات. حتى مسألة القبول من قبل المجتمع كانت من بين تلك التحديات. لكن وبالرغم من كل ذلك يبقى الدور الذي يلعبه الموهوب في صناعة التغيير ليؤمن من حوله بالفكرة هو دور محوري.
أسعد كثيرا عندما أقرأ عن المنافسة العلمية دفاعا عن فكرة أو مبدأ علمي، تماما كتلك التي قامت بين عالمين شهيرين في عصرهم مع بداية النهضة المعرفية بعلوم الكهرباء. أديسون من جهة وتسلا من جهة أخري، وكان لكل منهم أساليبه في الدفاع عن منهجه العلمي. أما الهدف الآخر من استقطاب هؤلاء المتميزين فهو بالتأكيد التفاعل والاحتكاك ومن ثم توطين المعرفة من خلال جيل من الشباب الواعد والشغوف بالتعرف على كل جديد بمجالات العلوم.
نحن على أعتاب نقلة نوعية على كافة الأصعدة، اليوم نتحدث عن مدن بأكملها تم تأسيسها على أسس الابتكار. وإذا لم يكن هذا الطموح الذي نحلم به مصاحبا لعقول تعمل على تحقيقه فالفكرة ستبقى رهينة المكان الذي ولدت منه ولن ترى النور. بعقولنا يمكن أن نرى العالم بشكل أجمل. وهذا لن يكون أبدا عمل فردي، لكنه جهد مبني على فكر بشري يؤمن بالتكامل دوما، وتبقى الرحلة أجمل بجمال عقولنا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال