الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رغم كل النجاحات الكبيرة لصندوق الاستثمارات العامة ولكن تخارج الصندوق السابق من شركة تسلا الامريكية في عام 2019 مازال يسبب خيبة امل لكثير من متابعي اخبار الصندوق نظرا لضياع فرصة ربح كبيرة.
ماذا حصل في صفقة صندوق الاستثمارات العامة مع تسلا؟
في عام 2018 تملك صندوق الاستثمارات العامة حصة 5% من شركة تسلا الامريكية للسيارات الكهربائية وبكل هدوء وكان متوسط الشراء على سعر 60 دولار وبقيمة سوقية في حدود 58 مليار دولار.
بمعنى ان الصندوق استثمر حدود 2.8 مليار دولار ولكن تم الإعلان في الربع الأخير من عام2019 عن بيع الصندوق لكامل حصته مبقيا عدد محدودة جدا من الملكية السابقة في خطوة اشبه بالتخارج. خلال نفس الفترة السهم صادف ارتفاعات كبيرة جدا استمرت الى عامنا الحالي في 2021 وسهم تسلا اليوم يتجاوز 1,000 دولار وبقيمة سوقية تتجاوز تريليون دولار للشركة الامريكية المعروفة.
هذه الخطوة تسببت في خيبة امل الكثيرين تجاه الخطوة التي تم اتخاذها بقرار البيع وكذلك فوات فرصة ربح ارتفاعات بحدود 1700% او 17 ضعف وخلال فترة زمنية قصيرة جدا.
كيف يعوض صندوق الاستثمارات العامة PIF؟
في مقال نشرته بتاريخ 26 يناير 2021 في صفحة النشرة المالية وكان بعنوان “كيف يمكن لصندوق الاستثمارات العامة تعويض استثمار تسلا؟” تم التطرق لاستثمار صندوق الاستثمارات العامة الاستراتيجي في شركة لوسيد وكيف ان بامكانه تعويض ربح صفقة تسلا الضائع وأكثر.
صندوق الاستثمارات العامة السعودي وجد في شركةLucid الامريكية المثال الأفضل لتطبيق شراكة استراتيجية من الصعب كان تطبيقها سابقا مع شركة تسلا نظرا لفارق مرحلة التأسيس في الشركة.
الصندوق استثمر مبلغ في حدود 1.3 مليار دولار مقابل الحصول على حصة 67% من الشركة وهي تمثل حصة الثلثين والاغلبية، الامر الذي لم يمكن سيحصل في شركة أخرى وبمثل هذه التكلفة وفي شركة ذات جودة عالية
هدف الصندوق من استثمار لوسيد كان الدخول في عالم السيارات الكهربائية وهو قطاع مستقبلي جذاب وذو نمو عالي جدا وكذلك قطاع يمكن نقل معرفته الى السعودية والاهم بأن يتوافق وبشكل مثالي مع رؤية 2030.
منذ كتابة المقال حتى اليوم، زاد صندوق الاستثمارات العامة استثماره الى ما يزيد عن 2 مليار دولار وكذلك تم ادراج الشركة في السوق الأمريكي وبنجاح.
كيف تم التعويض؟
واليوم مع وصول القيمة السوقية لشركة لوسيد للسيارات الكهربائية 88 مليار دولار أصبحت حصة الصندوق السيادي السعودي تتجاوز الحصة الموجودة سابقا في تسلا من ناحية القيمة السوقية.
مما يعني بأن استثمار الصندوق السعودي في لوسيد سجل ارتفاع 2500% او تضاعف أكثر من 25 ضعف.
نظرا لان الصندوق اليوم يملك 62% من شركة لوسيد وقيمة حصته السوقية تبلغ 54 مليار دولار بينما القيمة السوقية لحصة 5% من شركة تسلا اليوم والتي كان يملكها الصندوق فقط تساوي 50 مليار دولار.
رغم كل هذه الارتفاعات الكبيرة والتعويض الكبير لصندوق الاستثمارات العامة ولكن الطريق مازال طويل لشركة لوسيد والتي مازالت في بدايتها وسوف تبدأ في الإنتاج وبكميات كبيرة بحلول العام القادم.
من المتوقع بأن تنتج الشركة المتخصصة في مجال السيارات الفارهة 20 ألف سيارة وبقيمة مبيعات تصل الى 1.3 مليار دولار.
البعض يشاهد القيمة السوقية لشركة لوسيد ويذكر بأنه تقييم مبالغ جدا بحكم ان الشركة مازالت في بدايتها ولم تنتج أكثر من 100 سيارة ولكن القادم أفضل والوضع الحالي هو فقط انعكاس لمدى رغبة الأسواق العالمية بالاستثمار في هذا القطاع وكذلك توقعاتهم المستقبلية لمستقبل شركة لوسيد والتي لديها موارد مالية كبيرة وكفاءات عالمية سبق لها العمل في اكبر شركات العالم.
ختاما الرقم الحالي وان كان مبالغ فيه من ناحية التقييم ولكن يعكس نجاح كبير جدا من صندوق الاستثمارات العامة في تعويض صفقة تسلا والتي ذهبت بخيرها وشرها واتوقع شخصيا بأن الصندوق مستقبلا سوف يحقق أرباح تاريخية تتجاوز 100 مليار دولار من هذا الاستثمار.
هذا التوقع المستقبلي مرتبط بنجاح الشركة على انتاج سياراتها ذات الجودة العالية وبكميات كبيرة وكذلك بعد وصول القيمة السوقية للشركة الى 200 مليار دولار والذي يمكن الوصول اليه في حال وصول إنتاجية الشركة الى 100 الف سيارة واكثر سنويا. والقادم بأذن الله افضل لصندوق الاستثمارات العامة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال