الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مرور الأيام هو امر خارج عن إرادتنا، ولا يمكننا إيقاف نمو اجسادنا بمرور الوقت، إنما ما نملك كامل الحرية تجاهه هو نضجنا. النضج يعني الاستفادة من تجارب الحياة، الخروج بنتائج أفضل كلما مر الوقت، يعني ان تصبح احلامك واقعاً تعيشه! أجد أن الفرق بين شخصين إحداهما حقق ما كان يراه الآخرون مستحيلاً، وآخر في محاولة مستمرة لاثبات استحالة التحقيق! هو ان الأول تجاوز تجاربه الصعبة وتعلم منها درساً لمرحلة أخرى، قد تكون أصعب، وتجاوزها أيضاً. والثاني توقف عند احد هذه التجارب الصعبة وأثبت أنه لا مخرج، وحبس وعيه في تلك المرحلة، موجها كل اللوم للظروف والأشخاص! تأكد أنك وحدك من يقرر تولي مسؤولية الحياة والنضج، او من يسلم هذا المقود لغيره من الأشخاص او الظروف ويقضي حياته في اللوم والعتب عليهم.
يقول برنارد شو “الظروف!، أنا أصنع الظروف التي أحتاجها لكي انجح”، وفي حديثه الكثير من الثقة وكل الصحة، نعم يمكن لكل منا أن يختار الظروف التي تناسب تحقيق أحلامه. المفتاح هو “المسؤولية” هو القرار بتولي مسؤولية نجاحاتك، وأيضا اخفاقاتك التي تواجهك. وان تعرف أنها ظرفاً يهديك درساً ستحتاجه في المرحلة القادمة، ويجب ان لا تتوقف عنده كثيراً. لا تحبس مستقبلك في نتيجة لحظية نتجت من تجربة مهما كانت صعوبتها او قساوتها، لا تسجن حياتك في ساعة او سنة! هذا السجن أصعب بكثير من غرفة حبس بدون نافذة او باب للخروج، قرر أن تتولى مسؤولية غداً وأن تصنع منه باباً لحياة أجمل.
لا نعيش هذه الحياة بمفردنا، بل على العكس يحيط بنا الأشخاص والظروف والتجارب، منها ما يسعدنا ويعيننا ويفتح لنا طريق النجاة، وبالتأكيد منها أيضا ما يضيق علينا السبل، ويقف عائقاً أمام طموحنا. إنما الحقيقة التي لا جدال فيها أن آخرون كثر مروا على الحياة قبلنا، وأن في تجاربهم الكثير من الدروس التي تحل كثيراً من تحدياتنا، لذلك من المهم جداً أن ندرس دائماً نجاحات الآخرين، ونعرف كيف تجاوزوا مصاعب الحياة، سيجعلنا ذلك نعيش التجربة بوعي أكبر وباستعداد أفضل لدروس أعمق، لذلك لا تبدأ دائما من الصفر، اطلع على ما توصل إليه الآخرون قبلك، ولا تنسى أن الممارسة تختلف عن الاطلاع، لابد ان تعيش تجربتك بكل تفاصيلها وتعلّم نفسك كيفية العيش وان تختبر كافة قدراتك وتحقق كل ما تطمح اليه. “ليس بمفردك، إنما من خلال دروس العديد من الأشخاص قبلك. لكن بنفسك، لأنك يجب ان تتولى مسؤولية نضجك، وتمرن نفسك على أعلى مستويات آداء هذه الحياة”
لا تقبل -مهما كانت مغريات اللحظة- ان يتولى مسؤولية حياتك أي شخص آخر، أو أن تسلم أيامك وأوقاتك لخطط مرسومة مسبقاً مهما اتفق على صحتها الكثيرين، لا تخنق تفردك بقوالب مسبقة الصنع، وكن دائماً انت. عش تجربتك كاملة، صدق أنك تملك بوصلة تحقيق حلمك واتجه نحوها. وواجه ما يصادفك في الطريق بثقة ويقين أنك تملك كل المقومات التي تمكنك من قيادة حياتك، والوصول لهدفك.
استمع، بتفردك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال