الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إن تقوم بالإعلان عن منتج فهذا أمر معهود، ويفهم الجميع أسبابه ودوافعه سواء كنت مشهورا أو غير مشهور. وبطبيعة الحال فإن هذه الصناعة الجوهرية تحفز من عملية البيع ونستطيع أن نعتبرها أحد دوافع الشراء، وبالتالي فلا غرابة أن نقول بأن الإعلان يسهم في دعم حركة توظيف الشباب والفتيات، وانتعاش هذا القطاع الحيوي يسهم بالتأكيد في نمو الاقتصاد بشكل أو بآخر.
لكن الإشكالية التي نواجها اليوم تكمن في إساءة توظيف الشهرة باتجاهات غير مرغوبة حين تصبح محفزة على البذخ الصارخ الذي يقود إلى تراخي بعض أطياف المجتمع وتساهلها تجاه أهمية العمل. أما السعي وراء المادة لا ينبغي أن يكون دافعا للتقليد والانجراف خلف الشهرة دون هدف واضح.
لا ننكر أن كثير من المشاهير يضعون نصب أعينهم رؤية طموحة، تقودهم للتحرك بالمسار الصحيح، لكننا أيضا نفاجأ بمحاولات سلبية لتشويه الصورة التي يمكن أن تكون أكثر جمالا لهذه الفئة من المجتمع. وكل ما نتمناه هو أن يكون المشاهد من استعراض البعض لمظاهر البذخ عبر حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل هو مجرد سحابة عابرة تمر مرور الكرام.
سمعنا قبل أيام عن أنظمة جديدة تم فرضها في الصين تحظر إظهار هذه المظاهر، كما تفرض تعزيز القيم. بالطبع فإن كل مجتمع له طبيعته الخاصة، ومسلمات تتناسب واحتياجه، لكن لدينا أيضا إيمان كامل بأن منظومة هذه الصناعة يجب أن تخضع للتحسين والتطوير بشكل مستمر.
قبل فترة ليست بالبعيدة كان قد مربي تعريف لطيف عن الإعلان وأجدني لا أنفك عن التفكير به من وقت لآخر. الإعلان ليس وسيلة للرفاهية والمتعة كما يعتقد البعض، وهو أيضا ليس بمثابة فن قائم بذاته فقط. يجب أن نعي أن الإعلان هو وسيلة لحمل رسالة ذات قيمة ومعني نبيل يحاول أحد الأطراف نقله لطرف آخر. والرسالة هنا نعني بها الفكر الذي يشكل إضافة حقيقية نؤمن أن غيرنا يستحق أن يستفيد منه تماما كما نستفيد نحن. أتوقف عند هذا الحد حتى لا أتشعب ويتشعب معي الحديث لأبعاد أخرى، وأعود لأقول بأننا في حال تركنا المسألة للهوى، ولم نلتفت للضوابط الحاكمة فعندها لا يجب أن نتعجب إذا ما أخذنا عباب البحر ليحط بنا على أرض بلا معالم.
نعلم أن وزارة التجارة سنت كثير من الضوابط في هذا الصدد سعيا لحماية المستهلك من خلال التشديد على أهمية إيضاح الإعلان التجاري، والالتزام بضوابطه، ولكن ألا تعتقدون معي بأننا يجب أيضا أ ن نربط الإعلان عن سلعة محددة بمن تثبت خبرته بتفاصيل المنتج من خلال نقاط التلاقي المعرفية لأدق التفاصيل؟، هذا يكون من واقع الخبرة والتجربة. وأستطيع أن أقول بإن ترك المسألة للشهرة الناتجة عن اجتهاد فردي، بالتصوير في كل أرض وواد يعني أننا باختصار قمنا باستيراد الحضارة بثقافتها ولم نلتفت للوعي الذي ينبغي أن يكون مصاحبا لها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال