الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يتردد كثيراً مؤخراً مصطلح القوة الناعمة ويتنامى لدى الكثير الاعتقاد بأهمية تعزيز هذه القوى لعكس صورة إيجابية للعديد من الجوانب على مستوى المملكة واستقطاب الاستثمارات العالمية.
يعرف جوزيف ناي القوة الناعمة بأنها القدرة على الحصول على ما تريد بدون ضغوط أو مقابل مادي وذلك من خلال جاذبية الثقافة وغيرها. وحيث أن مفهوم القوة الناعمة لايزال جديداً نوعاً ما ويصعب قياس مخرجاته بشكل جيد مثل ما يروج له من قوى ناعمة مثل الأفلام أو الفرق الغنائية وغيرها.
الا أن الصناعة قد تلعب دوراً هاماً كأحد القوى الناعمة للدولة. قد لا يستسيغ البعض فكرة الربط بين خشونة الصناعة ومصطلح القوى الناعمة نظراً لطبيعة وماهية الصناعة الا أن ذلك قد يبدوا مستساغاً لو فكرنا للحظة عما إذا كنا سبق أن شككنا في جودة المنتج الياباني على سبيل المثال! فجودة الصناعة اليابانية خلقت صورة جذابة للمجتمع الياباني ومادام أن المنتجات اليابانية غير خاضعة للاستجواب في مجال الجودة فذلك يقودنا بلا شك الى الاعتقاد بجودة الحياة والتعليم والإجراءات والموظفين اليابانيين ومنظومة الحياة والعمل بشكل عام وهذه حتماً قوة ناعمة استطاعت الصناعة اليابانية خلقها.
محلياً، دشنت هيئة تنمية الصادرات برنامج (صنع في السعودية) ويهدف البرنامج الى تشجيع المستهلكين على شراء السلع المحلية وتعزيز صادرات المملكة الى الأسواق العالمية, ولعقود مضت كانت ولاتزال صناعة البتروكيماويات السعودية محل ثقة المستهلك الأجنبي الا أنه ولمحدودية تعرض هذه المنتجات لعامة الشعوب الأجنبية بصورة مباشرة لم تستطع خلق صورة عامة عن الصناعة السعودية بعكس ما يطمح له برنامج (صنع في السعودية) والذي من المتوقع أن يكون ذا تأثير اكثر وضوحاً لاستهدافه جميع المنتجات السعودية والتي سيعرض جزء منها مباشرة للمستهلك الاجنبي.
أعتقد أن برنامج (صنع في السعودية) هو أحد الأدوات المهمة لتعزيز قوى المملكة الناعمة في حال تم التخطيط له من هذا المنطلق والذي سيرفع من حجم العناية والتخطيط والتوجيه للصادرات السعودية مما سيعود بالنفع على العديد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
في رعاية الله…
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال