الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بصدور الموافقة السامية الكريمة يوم امس الخميس بمنح الجنسية السعودية لعدد من أصحاب الكفاءات المتميزة والخبرات والتخصصات النادرة على ضوء الأمر الملكي بفتح باب تجنيس الكفاءات الشرعية والطبية والعلمية والثقافية والرياضية والتقنية تأتي استراتيجية التجنيس كخطوة موفقة لاستقطاب الكفاءات العلمية والمهنية التي ستشكل قيمة مضافة لمكونات الاقتصاد الكلي بما يسهم في تعزيز مجالات التنمية المختلفة وهو ما ينسجم أيضا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتعزيز البيئة الجاذبة التي يمكن من خلالها استثمار الكفاءات البشرية واستقطاب المميزين والمبدعين.
لذلك من المهم الإشارة الى ان هذا الاستقطاب للكفاءات لا يقلل مطلقًا من شأن الكفاءات الوطنية كونها تُعد ممارسة عالمية متبعة في أكثر الدول تطورًا وتقدمًا وتخلق التنافسية الكاملة في عناصر الإنتاج كما انه سيلقي بظلاله على توالد الخبرات وتوطينها ويشكل حلقة متكاملة من حضانة الأفكار والمهارات المفيدة .
عالميا بما في ذلك الدول الصناعية والمتقدمة، تتضمن رؤيتها المستقبلية واستراتيجيتها التنموية الشاملة فتح أبوابها لاستقطاب الكفاءات وفق سياسات معينة، فتستقطب عقولاً فذة ومبدعة ومبتكرة، يمكن أن تسهم في نهضة البلاد والامثلة كثيرة في ذلك مثل العالم الكيميائي المصري احمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو المستقطب من امريكا والبروفيسور المصري الشهير مجدي حبيب يعقوب جراح القلب البارز والمستقطب من بريطانيا وغيرهم كثير لذلك تدرك تلك الدول أهمية العقول في الإسهام في التقدم والتطور العلمي والتقني والبحثي حيث لا توجد دولة في العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة، الا وتتهافت على استقطاب المتميزين وقيادة الشركات العالمية العملاقة مثل الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا الهندي الأصل.
المملكة اليوم تشهد تحولاً كبيرا في تعزيز القيمة المضافة وهو ما فتح المجال للاستقطاب من خلال توظيف ممكنات الثراء وأصحاب رؤوس الأموال عبر نظام الإقامة المميزة مما شكل بعداً مهماً نحو دورانها واستثمارها على المدى القصير والطويل والذي بدوره سيخلق قاعدة متينة من كفاءة الأداء الاقتصادي على نحو من التنوع والاستدامة وها هي الآن تعمل على جذب العقول والكفاءات ممن يقدمون قيمة مضافة لرؤية 2030 بخطوط اقتصادية متوازية وفعالة .
لا شك بأن خطوات الاستقطاب هي لأعداد محدودة ونوعية تنطبق عليها معايير الكفاءة والمهنية في المرشحين لنيل الجنسية وهذا ما أكده الامر الملكي الكريم حيث ان الهدف الرئيسي من ذلك الأول اختيار الأصلح والأنفع والأكثر تلبية للاحتياجات التنموية للبلاد ضمن عدد من القطاعات مثل الطب والصناعة والطاقة والزراعة والجيولوجيا والفضاء والطيران والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وغيرها من التخصصات الجديدة التي تحمل استشرافا للمستقبل مثل مجالات التركيز والاستحقاقات التنموية التي تسعى المملكة فيها لتحقيق التميز والريادة.
مجمل القول: المملكة كانت ولا تزال حاضنة للعقول والكفاءات الفذة وبالنظر الى ما تحقق من مستهدفات بلغة الأرقام ضمن رؤية المملكة 2030 يستمر ويتواصل استشراف المستقبل عبر كافة عناصر الإنتاج ومكونات الاقتصاد الكلي ومواكبة المتغيرات العالمية والتحولات الجديدة في الاقتصاد الجديد وهذا يشكل عملية إنتاجية وفكرية تترجمها الرؤية الحكيمة لخير هذا الوطن في الحاضر والمستقبل .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال