الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع كل حملة تسويقية جديدة قد تسمع كثير من التفاصيل المرتبطة بمشاهير الإعلان، وأسئلة كثيرة تدور حول أفضل مشهور يمكن أن تعلن معه عن منتجك، لتصل في نهاية المطاف إلى الهدف المنشود، وهو تحقيق أعلى عائد من حيث المبيعات. للوهلة الأولى قد أتفق معك لبعض الوقت فقط، حتى تسمع معي هذه القصة التي أحببت أن أشاركها معكم اليوم، وأسردها لتعطي مفهوم مختلف لمعنى النجاح التسويقي.
أحد سلاسل المطاعم المتخصصة بالوجبات السريعة أرادت أن تنظر للمسألة بشكل مختلف، فخرجت مع الوكالة الإعلانية بفكرة جديدة تدور حول محور الموظف. وحين نتحدث عن الموظف فغالبا ما يذهب فكرنا نحو مزايا محسوسة تفاخر بها الشركات، وتحاول إقناعك بأنها تقدم أفضل البرامج التحفيزية لمنسوبيها ، لكن الإبداع في هذه الحملة التي استعرضها اليوم كان في اختيار مجموعة من الموظفين المميزين في المنشأة وتلميعهم مع رسم صورة إعلامية لهم، يتمنى كل شخص أن يفاخر بها في المجتمع لنفسه.
بدأت الحملة بتحليل تفاصيل حملات الشركات المنافسة مع المشاهير، وبعد ذلك اختيار أفضل الصور والمقاطع من تلك الحملات، والتي حققت نتائج إيجابية في المبيعات، ومن ثم جاء وقت المرحلة الأصعب. فقد تم اختيار أفضل موظفي سلسلة المطاعم خلال العام وتدريبهم بشكل مكثف ليكونوا قادرين على استعراض المنتج بطريقة أكثر جاذبية من أي مشهور، لا سيما وأن انتماؤهم للمنظمة وولاؤهم الكبير لها يعتبر عامل مساعد في تحقيق هذا الهدف. طلب من الموظفين أن يقوموا بنفس السيناريو الذي قام به المشهور بكل التفاصيل.
لا ننكر أن هذه الفكرة كانت مدفوعة بأهداف أبعد من مجرد البيع وتحقيق العائد المادي على المدى القصير، لكنها أيضا ارتبطت بإشكالية كبيرة كانت تواجهها سلسلة المطاعم، وهي تتمثل في صعوبة استقطاب الكفاءات المميزة، فضلا عن أن تجدهم. كانت مشكلة نقص العمالة التي تؤرقهم بشكل كبير هي الدافع في الأساس للتفكير بشكل مختلف ليحققوا درجة أعلى من رضا الموظفين والانتماء الذي طالما كانوا يطمحون له .
الحملة تبدأ تحت شعار ” وجبة ضد المشاهير” والذي سيكون مطبوع على القمصان الخاصة بالموظفين، ويتم الترويج لها على نطاق واسع باعتبارها سبيل جيد لاستقطاب مزيد من شركاء النجاح من الموظفين الجدد، حين يتابعوا الاهتمام بسعادة الموظف وراحته، والعمل على مكافئته بطرق مبتكرة وجذابة في مسعى لتحقيق الرضا النفسي.
في حقيقة الأمر الرسالة التي أحب أن أوجهها هنا ليست مرتبطة بفكرة محددة ، بقدر ما تهتم بمسألة أن الإبداع لا ينبغي أن يتوقف أبدا. وكوننا نشاهد الجميع يتحرك في خط سير وفق منهجية تتكرر باستمرار فهذا لا يعني أننا يجب أن نتبعهم. الخلطة السرية للنجاح تكمن في التفكير بشكل مختلف باستمرار حتى تكون أنت قائد أي حراك ناجح في القطاع الذي تنتمي إليه، لا أن تكون تابعا تسير مع كل موجة تسويقية جديدة. والنجاح في الحملات الإعلانية لا ينحصر في حجم الميزانية التي يمكنك أن تخصصها، لكنها أكبر وأشمل من ذلك ويرتبط بقدرتك على التفكير بأسلوب مغاير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال