الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال شهر نوفمبر الفائت، كان العالم على موعد مع فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، شاركت فيه 20 ألف منظمة من 180 دولة من خلال 40 ألف فعالية، وكان للمملكة مشاركة تعتبر الأعلى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
الأسبوع العالمي لريادة الأعمال هو عنوان لمبادرة أطلقتها مؤسسة “كوفمان” غير الربحية في مدينة “كنساس” بولاية “ميزوري” الأمريكية، وهو حدث سنوي يجتمع فيه الملايين من المبتكرين في العالم الذين يطلقون المنشآت الناشئة التي تأتي بأفكار ابتكارية وابداعية وتحفز النمو الاقتصادي، وترفع من مستوى رفاهية الإنسان في جميع أنحاء العالم.
تكمن أهمية هذا الحدث في كونه عبارة عن احتفالية عالمية، ويحتوي على مسابقات، وتواصل بين روٌاد الأعمال فيما بينهم، وأيضا الجامعات والجهات من القطاعين الخاص والعام، وذلك بغرض استكشاف الفرص وتبادل الخبرات واستشراف المستقبل، اعتمادا على موضوع محدد وقد كان موضوع هذا العام هو العمل على إعادة تشغيل المجتمعات والاقتصادات في مرحلة ما بعد الوباء، ومساعدة الذين تأثروا بالانكماش الاقتصادي، وأيضا مساعدة جميع الاقتصادات على النهوض من خلال إمكانات ريادة الأعمال.
على مستوى الجهات الداعمة، يعتبر هذا الأسبوع الفرصة لتعريف العالم بالمبادرات التي أطلقوها، ومناقشة وتبادل الخبرات في عدة مجالات مثل التعرف على التغيرات الثقافية الجارية حاليا وكيف تؤثر على تمكين روّاد الأعمال، وأيضا تفهم أنواع الدعم الذي تقدمه الجهات العامة والخاصة وفرص التعاون فيما بينها، كما أنها مساحة واسعة للتعرف على دور المؤسسات التعليمية في تمكين وبناء روّاد أعمال، والمساهمة في إبراز المواهب في الاقتصادات المحلية، وتخريج مبتكرين وموجودين للوظائف، والتعلم من التجارب الأخرى عن التحديات التي تواجه روّاد الأعمال في الوصول إلى القنوات المالية لتمويل مشاريعهم، والسياسات والتشريعات ودور الحكومات والهيئات في تمكين رواد الأعمال، وهذه المسألة تأخذ حيزا جيدا في المناقشات وعرض التجارب على مستوى الجهات الحكومية.
حراك بعض الجهات السعودية ذات العلاقة بريادة الأعمال يتزايد ويتطور، لا سيما على مستوى بعض الغرف التجارية بالمشاركة مع بعض الجهات الأخرى في القطاع الخاص، وأيضا بعض الجامعات الفتية التي تفتح المجال لإعادة النظر في دور الجامعات ومراجعة نشاطاتها في دعم ريادة الأعمال، ومساعدتها أو إرشادها لأهمية التواجد في هذا الأسبوع الذي له مردود إعلامي وتعريفي دولي عنهم وعن المملكة.
أما على مستوى روّاد الأعمال، فهذا الأسبوع يمكن اعتباره بمثابة فرصة رائعة لهم لاستكشاف أسواق جديدة، وإيجاد شركاء عمل من منظومات أخرى، وهو أسبوع يمكن أن يسوق للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في مناطق أخرى في العالم، فهي مناسبة لا تُفوّت لتقديم الفرص المحلية في المشاريع الريادية للمستثمرين، خاصة الابتكارية التي تخرج من معامل الجامعات، و فرصة لرجال الأعمال وروّاد الأعمال أن يقدموا أنفسهم للعالم، ففيها من تعلم وتسويق دولي الكثير، وبأقل التكاليف.
وعلى مستوى إسم المملكة العربية السعودية التي تتعامل مع تحديات المستقبل بجدية، فمن المهم أن تأخذ الجهات الداعمة – في القطاع العام وكبرى الشركات في القطاع الخاص والجامعات – شهر نوفمبر من كل عام على محمل الجد والتحضير له بشكل لائق، وإظهار دور المملكة الحقيقي كدولة داعمة لريادة الأعمال، والعمل على رفع مشاركة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي، ومدى تأثير هذا الدعم اجتماعيا واقتصاديا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال