الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعتبر الادخار ركيزة اساسية من ركائز الإقتصاد المهمة جداً في حياة الأفراد والمجتمعات، يقول علماء الاقتصاد: إن الادخار يهدف للاستعداد للصدمات السلبية المحتملة على الدخل أو الاحتياجات في ظل تغيرات المعيشة وارتفاع تكلفتها”، فمن المعروف أنه ليس سهلاً وضع ميزانية شهرية والالتزام بها، ولكن ليس مستحيلاً عليك تنظيم الدخل والنفقات ووضع استراتيجية للادخار والاستثمار تحسبًا لقادم الأيام..
يقول” جون مينارد كينز” : ” إن تحقيق المساواة بين الادخار والاستثمار شرط أساسي لتحقيق التوازن المعيشي”، ولطالما كان هناك علاقة إيجابية بين مستوى الادخار الاستثماري في دولة ما ومستوى نموها الاقتصادي، ويعد الادخار الأسري أداة مهمة في تحفيز التنمية الاقتصادية المستدامة، وخير مثال على ذلك جمهورية الصين التي تمتلك أكبر قيمة ادخار عالميًا؛ حيث بلغت نسبة ادخار أموال الأسر فيها إلى 36%، وأصبح الادخار بمثابة نقطة الاهتمام الكبرى للمواطنين والحكومة على حدٍ سواء؛ ما دفع نموذج التنمية الاقتصادية بها إلى مستوى عال من الاستثمار، وحجم كبير من الصادرات والواردات، وأصبح الجسد الرئيسي للسوق الصينية يتكون من الحكومة والشركات والمواطنين.
وإذا أردنا دفع واستدامة نموذج التنمية الاقتصادية لدينا إلى مستوى عال من الاستثمار فعلينا ترك العادات المالية السيئة التي تعوق مسارنا الادخاري والتي تتمثل في الإسراف والإفراط في عمليات الشراء والتسوق والتي وصلت إلى حد الهوس والإدمان أو ما يسمى بالتسوق القهري (Oniomania) خاصةً في عمليات الشراء الالكتروني والتي تنم عن عدم تخطيط، وعدم رؤية في تنظيم عمليات الإنفاق والشراء الفردي والتي تستوجب أن يكون الدخل أكبر من النفقات الشهرية، أو أن يكون هناك عملاً إضافيًا يغطي كثرة النفقات حتى يتواءم الدخل معها. ومن العادات السيئة أيضًا الاكتنازالذي يتضمن جمع المال وعدم استثماره فالمال تقل قيمته الشرائية مع مرور الزمن أمّا حركة المال فإنها بلا شك تزيد من قيمته.
في المملكة هدفت رؤية 2030 إلى رفع نسبة الادخار لدى الأسر السعودية إلى 4 أضعاف النسبة المسجلة حاليًا وهي 1.6% من أجل استدامة نموذج التنمية الاقتصادية، والذي يعود نفعه على المواطن والمجتمع في تحقيق خطط ومشاريع التنمية؛ فتزيد فرص العمل، وتُحل مشاكل البطالة، ويرتفع مستوى الدخل، بزيادة الإنتاج، وتحقيق الاكتفاء.
إن استثمارالأموال المدخرة هام للغاية لبناء الحياة وإدارتها دون صعوبات وهو يرتبط بعمليات كثيرة منها الاستثمار في الأصول كالعقارات وشراء الأسهم والسندات، والاستثمار في الشركات الناشئة، أو الاستثمار فى المشروعات، والاستثمارات التجارية بمختلف أنواعها. لدينا في الاستثمار ما يُعرف بقوة العوائد التراكمية، ولعل أبسطها في المقوله التالية.
” إن المال يصنع مالاً، والمال الذي يصنعه ذلك المال يصنع مالاً أكبر”، بمعنى أنه عند تحقيق عوائد من استثمارك الأول فإن تلك العوائد تعود عليك بالمال لتصنع من خلالها عوائد واستثمارات أكبر وهكذا، وبالتالي فإن القليل من المال الذي حرصت على إدخاره و استثماره بشكل صحيح يتضاعف عبر الزمن. يقول براين تريسي في كتاب علم المال:” يجب أن يكون هدفك المالي النهائي تجميع رأس المال حتى تدفع إليك استثماراتك أكثر ما يمكنك كسبه في عملك وهذا هو هدفك الأساسي في الحياة، فكلما أسرعت في التعامل معه بوصفه هدفًا وكلما أسرعت في العمل عليه فسوف تحققه في أقرب وقت”. والعائد التراكمي هو ماكان السلاح السحري خلف الثروه الهائله التي يمتكلها وارن بافيت احد اعظم المستثمرين في هذا الكوكب.
ويعتبر الاستثمار في سوق الأسهم من أفضل طرق الادخار الاستثماري المتاح للجميع وأكثرها أمانًا، فقد تدخل في تجارة معينة كأن تستثمر في شركات التكنولوجيا –مثلاً- دون أن يكون لك سابق دراية بها. فقط ما عليك سوى اختيار السهم المناسب. ومن أكثر الأسهم أمانًا وتتميز بأدائها الممتاز خلال السنوات الأخيرة، مايعرف بالأسهم القيادية التي تعتمد على مخزون شركات راسخة ورائدة في السوق من حيث النواحي المالية، ولها نجاحات ملموسة حيث تقوم ببيع منتجاتها على نطاق واسع وتتمتع بقوة ائتمانية مرتفعة، ويكون لرأس مال هذه الشركة رسملة سوقية تصل إلى المليارات من الدولارات، وتعود بالعوائد الممتازه على المساهمين والمستثمرين بها.
ويُعد الاستثمار في سوق العقارات أيضًا من أفضل طرق ادخار واستثمار المال، كون أن سوق العقارات من الأسواق الآمنة قليلة المخاطر، والقريبة من الطبقه الوسطى التي نشأت في محيط بإمكانه استيعاب سوق العقارات والتربح منه، كما يُعد قطاع العقارات قليل التقلب، واليوم وفي ظل وجود صناديق الريت المدرجة في السوق السعودي والتي تتيح لك الاستثمار حتى بأموال بسيطة في عقارات جاهزة ومطورة ومدرة للدخل مع التزامها بتوزيع عوائد تصل إلى 90% من صافي أرباحها دوريًا كحد أدنى.
وآخيرًا إذا أردت أن يكون لديك مصدر دخل آمن، و تحقق الاستقرار والنمو، أو أن ترسم طريقًا طموحًا لمشاريعك وأحلام مستقبلك وحريتك المالية، أو أن تستعد الاستعداد الآمن للتقاعد فما عليك سوى ضبط دخلك الشهري، والادخار الموجه إلى سوق الاستثمار – كما بيناه- فهو الطريق الأفضل والأحسن إلى الثراء الآمن الذي لا عوز معه..
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال