3666 144 055
[email protected]
كتبت في شهر أبريل عام 2020 تحليل في صحيفة مال عن تسعيرة أو فروقات “أرامكو” الشهرية (OSP) بعد أن بدأ الإعلام النفطي العالمي ربطها مع مصطلح (حرب الأسعار) المُستخدم من حينها: أضغط هنا .
منذ شهر أبريل عام 2020، تم تعزيز الارتباط بين تسعيرة أرامكو الشهرية (OSP) واستراتيجيات إنتاج أوبك، بينما تُمثّل فروقات OSP أقل من نسبة %3 تُضاف أو تُطرح من النفوط القياسية العالمية، وهي نسبة ضئيلة جداً لا يمكن اعتبارها انعكاساً لاستراتيجية إنتاج أوبك حتى لو اتبع معظم المنتجين في الخليج العربي زخم الزيادة أو النقص.
تُعلن أرامكو عن OSP الشهرية في أو قبل الخامس من كل شهر، بينما في شهر أبريل الاسود عام 2020 تم تأجيل اعلانها لفروقات شهر مايو حتى تاريخ العاشر من أبريل، وكان الاعتقاد السائد من الاعلام النفطي العالمي في ذلك الوقت انها كانت بانتظار نتائج اجتماع “أوبك+” بعد عدم نجاح اجتماع شهر مارس بسبب رفض روسيا لخفض الإنتاج، عندها وصلت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ 18 عام في نهاية شهر مارس 2020 بسبب الركود في الطلب على النفط الناجم عن عمليات الإغلاق لاحتواء تفشي فيروس كورونا وهو ما وصفته وسائل الإعلام النفطية بـ “حرب الأسعار” بين المنتجين، كان ذلك قبل نجاح “أوبك+” في احتواء تداعيات الجائحة بأكبر تخفيضات إنتاج في التاريخ في 10 أبريل 2020.
منذ ذلك الحين، يتكرر الترويج الاعلامي لارتباط فروقات أرامكو الشهرية بسياسة إنتاج أوبك في كل شهر بالرغم من أن تداعيات الجائحة المُسبّبة لأكبر صدمة للطلب على النفط كانت استثنائية وتطلبت تعديلات استثنائية يُحتمل كان تأخير اعلان OSP احدها.
عندما تم الإعلان الأسبوع الماضي عن فروقات أرامكو لشهر يناير 2022، كان الإعلام النفطي العالمي يتوقع انخفاضها وسط مخاوف أوميكرون التي تبين لاحقاً المبالغة فيها. الزيادة في تسعيرة OSP إلى آسيا جاء مواتياً ومُصادفاً لاستمرار سياسة إنتاج “اوبك+” بزيادة ثابتة قدرها 400 ألف برميل يومياً تم الاتفاق عليها من ستة أشهر. هذه المصادفة عززت ترابط سياسة إنتاج “أوبك+” بفروقات أرامكو الشهرية، حتى بعد أن اتضح جلياً أن متحور أوميكرون لن يُضعف استمرار نمو الطلب على النفط ولكن المخاوف التي أُثيرت دفعت بالأسعار هبوطاً في الأسابيع القليلة الماضية.
أفضل تفسير لذلك هو أن كلاً من أرامكو و “أوبك” يقرأون السوق جيداً ويستشرفون حاجته بدقة، حيث تجلّت ثقة أرامكو في أساسيات السوق القوية مع حصول العملاء على جميع حصص الخام المطلوبة، كما أدى ارتفاع فروقات أرامكو في شهر يناير 2022 إلى زيادة الثقة في السوق مع استمرار توقعات نمو الطلب مع تلاشي إمكانية حصول حالة من عدم اليقين.
جاءت الثقة في أساسيات السوق القوية بخلاف ما روّج له الإعلام النفطي العالمي من أن زيادة تسعيرة OSP لشهر يناير كان من المرجح أن تجعل المصافي تتجنب شراء النفط التعاقدي Term وتتحول إلى أسواق النفط الفورية SPOT والتي تفي فقط بنسبة ضئيلة جداً من متطلبات مصافي التكرير، بينما شهدت ارتفاعات كبيرة في اسعار Premium، ولهذا السبب تعتمد معظم مصافي التكرير الآسيوية بشكل كبير على تسليم البراميل المضمونة تعاقدياً.
تسعيرة ارامكو لشهر يناير مؤشر واضح على قوة سوق النفط المادي في الخليج العربي. الفرق بين سعر خام برنت وخام دبي للعقود الآجلة للمقايضات (EFS) يعتبر مؤشر على انخفاض قيمة الخام قليل الكبريت من بحر الشمال مقابل خام الخليج العربي عالي الكبريت، حيث انخفض متوسط مؤشر EFS لشهر ديسمبر بأكثر من %50 من متوسط شهر نوفمبر عند 4.54 دولار للبرميل، مما يدل على وجود فائض في النفط منخفض الكبريت وتضييق في النفوط عالية الكبريت من الخليج العربي لتنافسيتها من الناحية الاقتصادية لمصافي التكرير الآسيوية مقارنة مع النفط قليل الكبريت المرتبط بتسعيرة خام برنت.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734