الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ما أن أعلن وزير الثقافة عن العام 2022 (عاما للقهوة السعودية) حتى تذكرت مقطع مصور كنت قد شاهدته لمجموعة من الأشخاص من جنسيات متعددة وهم يجربون شرب القهوة التي عرفناها لسنوات طويلة باسم القهوة العربية، وكل ذلك مع تصوير انطباعاتهم ورأيهم بعد تجربة المنتج. ولكنني أترك التعليق على الانطباعات إلى نهاية هذا المقال حتى أحاول شرح الفكرة التي نتحدث عنها اليوم.
أريد هنا أن أشير، وقبل أن أبدأ بالحديث عن أي أفكار تسويقية إلى أن الوصفة التي نعرفها محليا في إعداد القهوة، ونقدمها في مناسباتنا تتميز بطريقة إعدادها وحمصها عن أي من الوصفات في دول الجوار. وهذا الأمر يعني أن إطلاق اسم القهوة العربية ربما لا يكون الأنسب، لا سيما وأن إعداد المنتج مرتبط بإرث وطني محلي نحن مسؤولون عنه بشكل كامل. ومن هنا تجيء التسمية الأكثر ملاءمة لتكون القهوة السعودية.
بدأت بالتفكير في آلية يمكن من خلالها أن نسوق لثقافة وطنية أصيلة، تم تعريفها على مدى سنوات طويلة بفكر مختلف. وهنا أعتقد أن التحدي الذي يواجهنا اليوم هو من نوع التحدي الجميل الذي يسعد كل شخص أن يشارك في إيجاد الحلول له، على اعتباره مهمة وطنية.
هناك مسارين في هذا الصدد من وجهة نظري تتحرك من خلالها هذه الجهود. فالمسار الأول داخلي متمثل في التعريف بمفهوم القهوة السعودية على الصعيد المحلي، وتعريف المواطن بأسباب الاهتمام بتوثيق الاسم، وما يرتبط بهذا المنتج من ثقافة مصاحبة. وفي هذا المسار سيكون المواطن هو اللاعب الرئيس في تمكين وتحقيق انتشار هذا المنتج على الصعيد الدولي كونه يلامس الحس الوطني الذي يحمله كل منا.
المسار الثاني يراد به الترويج لهذا المنتج على الصعيد الدولي حتى نسعد جميعا برؤيته في قوائم الطعام المحلية والدولية، وهذا الأمر هو ما يتطلب خطة تفاعل أرى تحقيقها ممكنا من خلال نقاط التواصل مع كل عميل محتمل. لنتخيل تجربة كل زائر لمملكتنا الحبيبة لهذا المنتج بمجرد أن يصل لأرض الوطن، سواء كان هذا الزائر سائح، أو في زيارة عمل. وما أن يتجه لمغادرة الأراضي السعودية حتى يتم طلب تعبئة استبيان برأيه في المنتج والتجربة مع ترشيح قائمة أصدقاء ومقاهي يمكنه أن يسوق فكرة المنتج السعودي لها بعد أن يعود إلى وطنه. بمعنى آخر نحن نحاول أن نصنع من كل زائر لأراضينا سفيرا للمملكة في بلده. لا يتوقف التواصل في اعتقادي هنا ولكن التجربة يمكن أن تتوسع لتشمل مناطق التجمعات كالمجمعات التجارية والملاعب وغيرها. وبهذه الطريقة يمكن أن يكون التعريف جزء من الحياة اليومية التي نعيشها.
أعود لتجربة مجموعة الأجانب للمنتج في المقطع المصور، والتي أشرت إليها في بداية المقال وأقول ان التنوع الذي شاهدته في ردود الأفعال بالمقطع الذي يصور التجربة كفيلا بأن يكون محفزا لتوسيعها، وإلى ذاك الحين نبقى في حالة شوق لأن نساهم ونشاهد هذا المنتج المحلي (القهوة السعودية) متواجد في كل محفل ومناسبة عالمية، فهل تتحقق الأمنية؟.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال