الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تستخدم العديد من الجهات الأمنية الذكاء الاصطناعي للمساعدة في مكافحة الجريمة في معظم مجالات علم الطب الشرعي والجريمة والقانون وعلم النفس الشرعي، حيث يمكن لهذه الأنظمة تحليل المعلومات الضخمة لتوفير تنبؤات دقيقة عن الجرائم المستقبلية المتوقعة. ويمكن لتلك الجهات أيضا استخدام هذه البيانات للتوزيع الفعال لموارد الشرطة وكتابة التقارير الأمنية. وفي هذا المقال، سوف استعرض بعض التفاصيل حول العديد من الاستخدامات المختلفة للذكاء الاصطناعي في مجال مكافحة الجريمة.
ونبدأ بتحليل الفيديو وهو مهمة تتطلب الاستخدام المكثف للموارد من أجل إنفاذ القانون من خلاله. وقد أبلغت العديد من الجهات الأمنية، حول العالم، عن قضاء ما يصل إلى ساعتين في تنقيح مقطع فيديو مدته خمس دقائق لنشره للجمهور، أو مشاهدة لقطات فيديو للمراقبة على أمل العثور على المشتبه بهم أو المفقودين أو الأدلة. ويُمكن أن يتراكم الوقت ويزداد عدد تلك الساعات في كثير من الحالات. وحينها يكون الذكاء الاصطناعي هو الحل الأمثل.
ومن خلال تقنية الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يُمكن لمنسوبي الجهات الأمنية أيضاً تصفية عمليات البحث الخاصة بهم للبحث عن خصائص محددة. فعندما يزور ضباط الشرطة مسرح الجريمة أو منزل المشتبه به، غالباً ما يواجهون قدراً هائلاً من المعلومات المرئية. وقد تكون هناك أدلة حيوية مخبأة بين الأشياء اليومية التي يجدونها في هذه المواقع يمكن أن تربط شخصاً بجريمة. وعلى سبيل المثال، قد تحتوي غرف المعيشة على قطع منزلية وأقمشة للستائر والأرضية، وفي حال تسجيل النظام المسبق لأحد تلك القطع، كمسروقة، يُمكن أن يكشف نظام الذكاء الاصطناعي عن تلك القطعة بعد مقارنة صور المكان وتحليل كافة تفاصيل القطع في تلك الصور مع البيانات المسجلة عن السرقات، في وقت سريع.
ومثال أخر، عند البحث عن رجل مشتبه به أو مفقود يرتدي قميصاً من لون محدد. حينها، سيبحث النظام من خلال الكاميرات عن الرجل الذي يرتدي قميصاً باللون المطلوب فقط، خاصة إذا كان البحث في مساحات شاسعة بها عدد كبير من الأشخاص. وبمجرد التعرف على الرجل، يمكن لمنسوبي الجهة الأمنية تنقيح أو إزالة جميع المعلومات غير ذات الصلة، وإظهار الرجل الذي يرتدي ذلك اللون للقميص فقط على الشاشة وتحديد مكانه بدقة. وذلك يساهم في العثور بشكل سريع على المشتبه به او المفقود في ثوانٍ قليلة. وقد يتم استخدام الدرونز الذكية في كثير من تلك الحالات للحصول على مقاطع الفيديو المطلوبة لتلك الأماكن.
وكذلك، نظراً للتقدم الكبير المحرز في تقنية التعرف على الصوت، يُمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي العثور على المعلومات المطلوبة في ذات الوقت. فحين يُطلب من نظام الذكاء الاصطناعي البحث عن معلومات من خلال اسم الشخص وتاريخ ميلاده، على سبيل المثال، يمكن للنظام الاستجابة بمعلومات غنية عنه مثل حالة رخصة القيادة، أو المخالفات والاعتقالات الأخيرة، أو التنبيهات الخاصة به، أو عنوانه، وغيرها من المعلومات.
وتعد أجهزة الكشف عن الطلقات النارية من أسرع الاستخدامات تطوراً للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، حيث تعمل شركات علوم البيانات والعلماء على تطوير خوارزميات متقدمة لاكتشاف موقع الطلقات النارية بدقة، وعدد الطلقات التي تم إطلاقها، وعدد الأسلحة النارية الموجودة. ويمكن لهذه الأنظمة أيضاً أن تحدد أنواع الأسلحة المستخدمة في الجرائم.
ومن الجدير بالذكر أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تُستخدم حالياً في تحليل الحمض النووي. ومع تقدم تقنية الحمض النووي، يمكن لعلماء الطب الشرعي الآن اكتشاف ومعالجة أدلة الحمض النووي منخفضة المستوى أو المتدهورة أو غير القابلة للتطبيق، والتي لم يكن من الممكن استخدامها، قبل بضع سنوات فقط، وأصبح ذلك ممكناٌ اليوم عن طريق الذكاء الاصطناعي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال