الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نيوم هي الرؤية الطّموحة التي ستشكل المستقبل الجديد. هكذا تصف نفسها. و في هذه الرحلة المثيرة ستخوض معركة التغيير والتجديد بسلاح التفكير الفريد والحلول المبتكرة، فهي لن تكون مجرد وجهة يقصدها التقليديون، بل ستفتح أبوابها للحالمين من ذوي الخبرة والمبتكرين لتحقيق الأحلام الكبيرة، ولكل من يطمح أن يُسهم في بناء نموذج جديد لاستدامة الحياة والعمل والازدهار، كما صرح به صاحب الرؤية الأمير محمد بن سلمان في جلسة نبض التغيير خلال فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار: “نحاول أن لا نعمل إلا مع الحالمين، هذا المشروع ليس مكان لأي مستثمر أو شركة تقليدية، هذا المشروع فقط موقع و مكان للحالمين لخلق شيء جديد في هذا العالم” فهل ستحقق نيوم هذا الحلم وتصبح مهداً لانطلاقة العملات الرقمية؟
نيوم لديها أهداف استراتيجية كبيرة فهي تسعى لتحقيق نقلة نوعية في المجتمع والاقتصاد السعودي، والارتقاء بمعايير نمط العيش وتوفير خدمات تقنية ابتكارية على أعلى مستوى في مجالات الصحة والتعليم والنقل والترفيه. لن تكون خدمات هذه القطاعات بالشكل الذي نعهده في وقتنا المعاصر، بل نموذجا لما تتطلع إليه أجيال المستقبل. لذا فإن للتقنيات الحديثة دور رئيس في تحقيق هذه الرؤية مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبيانات الضخمة والتوأمة الرقمية وغيرها من تطبيقات التقنيات الثورية فهي أحد أهم الركائز والمُمَكِّنات الأساسية لنيوم والمستقبل بشكل عام. ومن أهم تطبيقات تقنيات المستقبل التي أود هنا أن ألقي الضوء عليها هي العملات الرقمية أو المشفرة (الكريبتو) المعتمدة على تقنية البلوكتشين، نظرا للتطورات في الأخيرة والمتتابعة في بناء مدينة نيوم مثل اطلاق مشروع اوكساجون كمبادرة واعدة لأكبر تجمع صناعي عائم في العالم وذا لاين، و ما تتطلبه من فعالية عالية في الأداء و سهولة وسرعة في إتمام المعاملات خصوصا في الخدمات اللوجستية وخطوط الإمداد وهذا ما توفره تقنية البلوكتشين.
في المقابل، تطورت العملات الرقمية كثيرا وسريعا في السنوات القليلة الماضية من حيث التنوع وكسب ثقة المتعاملين حتى أصبحت تشغل حيزا كبيرا من التعاملات والاستثمارات. وتعرف العملة الرقمية بأنها عبارة عن عملة افتراضية مشفّرة ليس لها وجود مادي مثل الأوراق النقدية أو المعدنية، ومع ذلك يكون لها نفس الخصائص في العملات المالية الأخرى حيث يمكنك شراء البضائع والخدمات عبر الإنترنت، تعتمد في ضمان سلامة نظامها على دفتر حسابات رقمي موحد بين جميع المتعاملين في شبكة الإنترنت يتمتع بتشفير قوي لحماية المعاملات المالية عبر الإنترنت. يمكن للعملة الرقمية أن يكون لها جهة مركزية للعرض النقدي تجعلها أموالاً رقمية مستقرة، أو كبعض العملات اللامركزية حيث يتم التحكم في العرض النقدي عبر مصادر مختلفة.
أكثر ما ينقص عالم الكريبتو حاليا هو التشريعات والاعتراف بها كأحد وسائل التبادل المالي، وهو حاليا تحت الدراسات لدى المنظمات الدولية والبنوك المركزية على مستوى العالم. أبرز المخاوف من الكريبتو هو غسيل الأموال والتهرب الضريبي إلا أنه في اعتقادي أن أكثر ما يثير قلق الحكومات من العملات الرقمية في حال الاعتراف بها في بلد ما هو عدم القدرة على التنبؤ بتأثيرها على العملة الرسمية وعلى الاقتصاد اضافة الى ان التشريعات الجديدة تتطلب وقت لإعدادها في تلك الدولة.
هذه المحاذير لحسن الحظ لا تنطبق مع ما نراه حاليا في نشأة مدينة نيوم ذات الطبيعة الاستثنائية والظروف الأنسب لتطبيق أحدث التقنيات الثورية فهي تتمتع بامتيازات تنظيمية و سياسية واستقلالية تشريعية تجعل منها بيئة ملائمة لخلق نظام مالي جديد قادر على تبني العملات الرقمية و اصدار عملة رقمية خاصة بها يمكن تسميتها NeomCoin على سبيل المثال، سواء كانت عملة مستقرة (Stablecoin) مثل العملات الرقمية الوطنية المركزية (CBDC) أو عملة مشفرة لا مركزية كباقي العملات المشفرة.
والسؤال الذي يتبادر للذهن ما الفائدة العائدة على نيوم من تطبيق التعامل بالعملة الرقمية؟
في الواقع توجد عدة فوائد فنية واقتصادية تتلخص في الآتي:
اولا: ستكون نيوم هي أول مدينة في العالم في تطبيق تبني العملات الرقمية على نطاق حدودها بالكامل والتحول إلى النقود الرقمية.
ثانيا: تصبح حاضنة لمتداولي العملات الرقمية مما يؤدي الى تدفق سيولة كبيرة جدا حيث يقدر حاليا سوق العملات الرقمية بأكثر من 2 تريليون دولار.
ثالثا: سهولة وتسريع التداولات المالية في تعاملات الخدمات اللوجستية حيث ان نيوم تستهدف بأن تكون بوابة بين الشرق والغرب و نقطة لوجستية عالمية.
رابعا: تضاعف قيمة العملة الرقمية إذا ما أصدرت عملة لا مركزية خاصة بها وتم طرحها من خلال اكتتاب (ICO). يذكر أن عملة الايوس (EOS) جمعت ٤ مليار دولار من خلال الطرح الأولي، لمجرد فكرة فنية و قبل البدء في تنفيذها.
الكثير من العملات الرقمية والتي تتجاوز الستة آلاف عملة ترتكز على مشاريع الاغلب منها غير مكتمل او غير موجود أصلا على أرض الواقع وبالرغم من ذلك فقد حققت عوائد مالية كبيرة. لذا فإن إصدار عملة مشفرة ترتكز على مشروع قائم وواعد لها ارتباط بحكومة و قوية مثل المملكة وشركاء عالميين و إشراف ومتابعة من قبل شخصية فذة مثل سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإن بالتأكيد تتوفر لهذه العملة كل أسباب النجاح.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال