الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد إعلان سيدي سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بأن هناك استراتيجيات لجميع مناطق المملكة، وهو ما حرص عليه لإيجاد اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي لوطن طموح وتأكيد سموه على أهمية جميع المناطق واستثمار جميع المقومات التنموية وتطويرها والاستفادة منها وتحويلها لمداخيل غير نفطية تدعم الاقتصاد بشكل فعّال تعود على الوطن من خلال زيادة الناتج المحلي وعلى المواطن بشكل إيجابي من حيث زيادة الفرص الوظيفية التي تساهم بشكل كبير في رفع مستوى جودة الحياة.
ومن نعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد المباركة أنه جعل لكل منطقة خصائص وميزات تختلف عن الأخرى مما يساهم في التنافس الشريف بين أبناء المناطق لإبراز نقاط القوة والفرص المتاحة للاستثمار والتحديات.
ولعل ما يميز منطقة القصيم ويجعلها من أهم المناطق الحيوية التي تزخر بالعديد من المكتسبات النسبية والتنافسية التي قد تساعد بشكل كبير لتكون منطقة للاستثمار بدرجة الامتياز هو انقسامها من الناحية الجيولوجية إلى قسمين رئيسين هما الرف العربي في الجزء الشرقي والدرع العربي في الجزء الغربي ويتميز الجزء الأول بوفرة المياه الصالحة للزراعة والأراضي الخصبة ما جعلها تكون ميزة إضافية للمنطقة بجودة منتجاتها الزراعية من التمور والخضار والفواكه والأعلاف التي تشكل رافد اقتصادي مهم ووجود أيضا منجم البوكسايت والفوسفات في مركز البعيثة الذي يبلغ معدل انتاجه4.5 طن متري سنويا من البوكسايت. كما يوجد العديد من المشاريع التنموية مثل شركات الألبان وشركات الدواجن ومصانع المياه التي توزع على معظم مناطق المملكة.
والجزء الآخر يتميز بوجود المعادن ومنها منجم الذهب في الصخيبرات الذي تبلغ طاقته الإنتاجية التقديرية السنوية 600 ألف طن. ويتميز بتعدد المنتزهات البرية المشهورة ولعل أشهرها منتزهات (الغضا والقشيع وطخفة والسليل وقطن). ويوجد أيضا جبل طمية الذي يعد من الجبال الشهيرة منذ العصر الجاهلي ويتميز هذا الجبل بشكله المخروطي ويبلغ ارتفاعه 1300 م عن سطح البحر وقمته مسطحة تقدر مساحتها الكلية بـ 1.7 كلم مربع.
وبالإمكان استثمار هذه الميزة بإنشاء قرية سياحية على قمته للاستفادة من الشكل الفريد للجبل وقربة من الطريق السريع الذي يربط بين منطقة القصيم والمدينة المنورة الذي يقدر عدد المسافرين بـ 10 مليون مسافر سنوياً. كما يوجد عدد كبير من السبخات التي المنتشرة في المنطقة التي تعتبر أرض عقيمة ذات ترسبات شديدة الملوحة لا تنمو بها النباتات لذلك قد يستفاد منها بزرع ألواح الطاقة الشمسية لخلق طاقة متجددة تتوائم مع توجهات رؤية المملكة 2030 وتدعم استراتيجية الطاقة المتكاملة التي تقودها وزارة الطاقة في بناء قطاع مستدام وحيوي.
كما يوجد العديد من المواقع الاثرية والتراثية التي تبرز الأهمية التاريخية والثقافية للمنطقة ومن أشهر هذه الأماكن صخرة عنترة بعيون الجواء الذي كان يلتقي فيها بعشيقته عبلة حيث ذكر في معلقته:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
فوقفت فيها ناقتي وكــأنها فدن لأقــضي حــــاجة المـتلوم
وعدد كبير من الأماكن التراثية والمتاحف التي تزخر بها المنطقة.
كما أن طرق الحج قديما كانت تمر عبر المنطقة من خلال طريقين وهما طريق السيدة زبيدة (الكوفي) الذي تسعى وزارة الثقافة مشكورة لأضافته في منظمة اليونسكو للتراث العالمي وأيضا الطريق البصري.
ومما يساهم في تميزها هو البنية التحتية القوية من خلال وجود مطار الأمير نايف بن عبد العزيز الدولي ومحطة القطار التي تربط المنطقة الشرقية بالمنطقة الشمالية ونتطلع بأن يتم ربط هذه السكك الحديدية بمحطة قطار الحرمين لسهولة تنقل الحجاج والمعتمرين وتطبيق سلاسل الامداد والخدمات اللوجستية ووجود أيضا عدد من الطرق السريعة ذات الجودة العالية التي تربطها بالمناطق المجاورة.
أخيرا وليس آخرا هنيئا لنا بقائد استراتيجي ملهم يعمل على استغلال جميع الفرص المتاحة في هذا الوطن العظيم لأجل شعبه العظيم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال