“عالم ميتافيرس الإفتراضي”

نحن مقبلون على تحول كبير في عالم المال والأعمال من حيث بيئة العمل ، فلنتأمل اللحظة التي سيكون بإمكاننا من خلالها إنجاز جميع أعمالنا من مكتب إفتراضي وطاولة إجتماعات إفتراضية داخل منازلنا ؛ ويبقى الحديث هنا عن Blockchain والدور الذي سيؤديه في عالمنا ، فهو ينشئ مفاهيم حديثة من أهمها عالم ميتافيرس أو عالم ماوراء الواقع والذي يعبرعن مساحات افتراضية مشتركة ثلاثية الأبعاد تمثل حلقة الوصل للعالم الرقمي والواقع المادي.

ويطغى على هذا العالم الطابع الاجتماعي الذي يقرب المسافات ، وذلك عندما نصبح قادرين على الدخول في قلب شبكة الإنترنت ومقابلة جميع الأشخاص بشكل فوري مما يجعل الحصول على الخدمات أسهل بكثير ، فبدلًا من زيارة منشأة ما ، نستطيع الذهاب إليها بمجرد ارتداء نظارات استشعار ذكية تنقلنا إلى المقر الإفتراضي للمنشأة ؛ ويعتبر عالم ميتافيرس شبه واقعي إلى حد كبير فهو لايعزلنا تمامًا عن العالم الذي نعيشه ، ولكنه يغير الصورة الواقعية إلى أخرى إفتراضية أكثر فاعلية.

وتذهب بيئة ميتافيرس إلى أبعد من ذلك عندما تم ابتكار نطاقات تجارية جديدة تتخطى حدود المتعارف عليه من شراء وبيع أصول ملموسة على أرض الواقع مثل العقارات والسلع وغيرها من الخدمات التجارية ؛ فيتم في عالم ميتافيرس تداول العقارات الرقمية من أراضي ومباني إفتراضية وسلع أخرى تحاكي مواصفات السلع والخدمات الواقعية.

ستسمح التطبيقات للمستخدمين بالتحرك بسلاسة عبر الأنظمة الأساسية القابلة للتخصيص ، وسيقوم المشارك بتصميم المحتوى والتجارب الخاصة به ، ويستطيع المستخدم بناء عالمه من خلال عدد من المنصات التي تتداول الصور والرموز التي تعرف بإختصار NFT وهي رموز غير قابلة للإستبدال يمتلكها فرد واحد.

مليارات الدولارات يتم استثمارها في الوقت الراهن في عالم ميتافيرس ، والكثير من الفرص الإستثمارية تتكون في هذا النطاق ؛ وجميع ما يتم من معاملات تجارية من هذا النوع يكون جزء من إيثيريوم بلوكتشين وكافة بياناته يتم تخزينها في قاعدة بيانات مشتركة ولا يتحكم بهذا النظام أي فرد أو مؤسسة ، ولايتطلب وجود وسطاء لإتمام العمليات ، فالمنصات متاحة لجميع المستخدمين ؛ والعملات المشفرة هي الأداة للتعامل في تلك المنصات.

في عالم ميتافيرس أيضًا يتم إستخدام تطبيقات DeFi للتمويل اللامركزي وهي تسمح للأشخاص باقتراض الأموال ، والمضاربة على تحركات الأسعار في مجموعة من الأصول مع تأمين ضد المخاطر ، وبضمان إيداع الأرباح في حسابات التوفير ؛ وتتصف هذه التقنية بالشفافية ، ويتم العمل خلالها بموجب عقد ذكي يتم اعتماده عند إتمام العمليات.

وتقنية DeFi هي التقنية الداعمة لعملة بيتكوين ، وهي تسمح للعديد من الكيانات بالاحتفاظ بنسخة من سجل المعاملات ، ما يعني أنه لا يتم التحكم في المعاملات من قبل مصدر مركزي واحد ، وهذا مايجعل الإستثمار أكثر موثوقية حيث أن السرعة والدقة في تنفيذ المعاملات سمات أساسية لتلك التطبيقات.