الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتميز الثورة الصناعية الرابعة، التي نشهدها اليوم، بالتقنيات الحديثة المتقدمة والتي يُوصى بها كجزءاً فعالاً أثناء تخطيط استراتيجيات عمل المنظمات، مثل تبني الأنظمة الذكية سعياً لتحقيق التميز في الأداء ودعم التحول الرقمي، وكذلك تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها.
وتشير الدراسات إلى أن نحو 65٪ من الأطفال الذين بدأوا تعليمهم الآن في المدرسة الابتدائية سينتهي بهم الأمر بمهن ووظائف غير موجودة بعد. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من نصف الوظائف الحالية سيكون لديها إمكانية التشغيل الآلي بدون عمالة بشرية، في ذات الوقت، مستقبلاً. وحينها، ستبدأ الثورة الصناعية الخامسة.
والهدف من الثورة الصناعية الخامسة المستقبلية هو دمج البشر والتكنولوجيا بعناية، مما يضمن أن كلاهما يعمل معاً بشكل وثيق، وأن يزود كل منهما الآخر بفوائد لا حصر لها. وقد تم ذكر في أحدى مؤتمرات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن المعادلة المستقبلية ستكون:
( تقنية الذكاء الاصطناعي + تقنية البلوكتشين + البشر = نتائج سحرية ضخمة )
حيث سيساعد الذكاء الاصطناعي في زيادة إنتاجية العمل البشري، وستساعد تقنية البلوكتشين في منح الوصول إلى الخدمات المصرفية بدرجة أعلى من الأمان. وسوف تساعد الروبوتات البشر في مواءمة عوائد الاستثمار (ROI) مع الأهداف المرجوة. لكن كافة تلك التقنيات ستتطلب الوضوح والشفافية، وإتباع سياسات الأخلاقيات المطلوبة، في كافة المعاملات والإجراءات المتخذة.
لكن.. ولوجود أزمة ثقة حالية فى التكنولوجيا، عند الكثيرين، فسوف تهدف الثورة الصناعية الخامسة إلى استعادة تلك الثقة، وضمان استخدام التكنولوجيا لصالح العالم، وليس فقط من أجل الربح. فالخوف من أن تحل التكنولوجيا محل البشر في القوى العاملة، هو الهاجس الذي تهدف الثورة الصناعية الخامسة إلى القضاء عليه من خلال إعادة البشر إلى العمل، عبر وظائف جديدة يتم خلقها، استبدالاً لتلك التي شغلتها التكنولوجيا. وبدلاً من التساؤل عن كيفية تحسين الكفاءة والإنتاجية، تتساءل هذه الثورة الصناعية الخامسة عن كيف يُمكن أن يتم تحسين العالم من خلال خلق فرص جديدة وتحسين جودة الحياة.
وستتيح الثورة الصناعية الخامسة تبني الإبداعات في جميع المجالات بما فيها الطبي، حيث سيكون هناك شيوعاً لاستخدام الأعضاء والأطراف الصناعية في العمليات الجراحية من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد. وسيكون علم الأدوية مصمم ليناسب الحمض النووي للأفراد. كما أن الأجهزة الذكية التي نضغط عليها ونتحدث من خلالها سوف تختفي وستحل محلها واجهات للتواصل بين العقل البشري والأجهزة أو الروبوتات الذكية. وستصبح المدن الذكية والمنازل الذكية والسيارات ذاتية القيادة والطاقة الخضراء من الأمور المُسلم بها. وسيتمكن الجميع من العمل، بصورة معتادة، من مكان الإقامة حيث يُمكن لصاحب العمل مراقبة أداء موظفيه والبقاء على اتصال متواصل معهم، من خلال تقنية الواقع المعزز.
وأخيراً وليس أخراً، هناك شيئان مؤكدان: الأول أن سرعة الثورة الصناعية الخامسة ستكون غير مسبوقة، والثاني هو الأثر الكبير لها على عدد متزايد من الناس وبطرق متنوعة.
ويبقى هناك تساؤل في ذهن البعض… إذا كانت الثورة الصناعية الخامسة تدور حول “الثقة” و “الإنسانية” ، فهل يمكن تصور الفرص المتاحة للبشر عندما تكون السلع والخدمات أرخص من أي وقت مضى..؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال