الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إن مصطلح “إدارة الأزمات” أو ما يُعرف بـ Crisis Management هو أحد أكثر المصطلحات شيوعاً في العالم. ومفهوم الأزمات هو الأحداث المفاجئة، والتي تشكل خطراً أو تهديداً للاقتصاد واستمرارية الأعمال، وتستدعي قرارات حاسمة وسريعة تجاهها.
وتتعدد أنواع الأزمات..
فمن أكثر أنواع الأزمات صعوبة على المنشآت، والدول بشكل عام، هو أزمة “الكوارث الطبيعية” والتي تشمل الأوبئة والزلازل والبراكين والفيضانات والحرائق. ومن الأمثلة لهذا النوع من الأزمات هو كارثة تسونامي المحيط الهندي والتي أسفرت خلال عام 2004 في وفاة 230 ألف شخص في 14 دولة. وكذلك ما يتعرض له العالم منذ عام 2019 وحتى اليوم، أثناء جائحة كوفيد-19، من ضرر اقتصادي وصحي كبير مما دفع بالجهود الحثيثة الحالية للسعي من أجل الحد من آثار الجائحة ومحاولة التصدي عليها محلياً ودولياً.
أما النوع الثاني من الأزمات فهو أزمة “الخطط الاستراتيجية وهوية المؤسسات” مثل التي واجهتها شركة كوداك والتي كانت من كبرى الشركات المتربعة لمدة 133 عاماً على عرش صناعة الكاميرات، لكنها لم تتنبأ بثورة التصوير الرقمي وكاميرات الهاتف الذكي، مما أدى إلى إفلاسها. وكذلك ما واجهته شركة نوكيا، بعد ظهور الهواتف الذكية، من تحديات مما تسبب في خسارتها استراتيجياً ومادياً. ويوجد الكثير من الشركات الشهيرة الأخرى والتي واجهت نفس المصير مثل شركة ألعاب الأطفال العالمية “تويز أر أس” والتي خسرت أمام منافسة تقنية التجارة الاكترونية.
أما النوع الثالث هو أزمة “الأمن السيبراني” وتشمل كذلك مخاطر اختراق التقنية السحابية والأجهزة المحمولة والخوادم والحواسب والأجهزة الالكترونية الأخرى، بهدف الوصول إلى البيانات المهمة والحساسة. ومثال ذلك هو الهجمات السيبرانية التي تتسبب في سرقة بيانات من هيئات وبنوك حكومية حساسة حول العالم.
وتوجد كذلك أنواع أخرى من الأزمات مثل تلك المترتبة على “الأخطاء في التصنيع” كالتي شهدتها شركة بوينغ، والتي تسبب خطأ كارثي أثناء تصنيع أحد تصاميمها في سقوط بعض طائراتها، خلال عدة أعوام، مما أدى إلى خسارة فادحة في الأرواح وكذلك تسبب بتأثير سلبي لحق بسمعة الشركة العملاقة لفترة طويلة.
وتوجد أيضاً أزمات الأخطاء البشرية أو التخريبية، وغيرها من الأنواع الأخرى.
هذه هي الأزمات.. ولكن.. ماذا عن المخاطر ومفهوم “إدارة المخاطر” أو ما يُعرف بـ Risk Management..؟
وللإجابة على هذا التساؤل.. فمن الجدير بالذكر أن الأزمات هي ما قد وقعت بالفعل، بينما المخاطر هي توقع وتخطيط درء الأزمات والاستعداد لمواجهتها قبل حدوثها، وبالتالي منع حدوثها، حيثما يُمكن ذلك.
وقد بذلت المملكة الجهود الكبيرة في هذا المجال، حيث اتخذ مجلس الوزراء السعودي في عام 2018، قراراً بتشكيل “مجلس المخاطر الوطنية”، تماشياً مع رؤية 2030. ويضم المجلس، برئاسة ولي العهد، في عضويته العديد من الجهات الهامة ذات الصلة، ومنها وزارة الداخلية، ووزارة الصحة، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، بالإضافة إلى وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، ووزارة المالية، ووزارة النقل، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، ومركز الأمن الوطني.
كما أصدر مجلس الوزراء السعودي، في بداية عام 2021، قراراً بضرورة وجود وحدة لتصنيف المخاطر في جميع الأجهزة الحكومية في المملكة، نظراً لأهمية التنبؤ والتصدي لأية أزمات، قبل حدوثها، مما يعود بالفائدة الكبرى للوطن، بشرياً واقتصادياً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال