الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لماذا نضحي بالطبيعة من أجل التنمية؟ حين تستقبل العام بسؤال من هذا النوع لسمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وهو يعلن عن إطلاق مشروع (ذا لاين) فأنت بكل تأكيد تدرك أنه سيكون عام استثنائي بكل المقاييس، هذا إضافة لإيمانك بأنه سيتحفك بكثير من الإنجازات. هنا نقف جميعا أنا وأنت من حولنا محاولين أن نفهم الرسالة بشكل أكثر وضوحا. فمع كل تصريح إعلامي عليك أن تتساءل عن الدور الذي يتوجب عليك أن تعيشه لتكون جزءا من المسيرة. يجب أن نوطن أنفسنا على أن نعيش الحلم مع كل صباح جديد، وألا يكون تفاعلنا مجرد مشاعر عابرة تعيشها لساعة أو ساعتين ثم ما يلبث أن ينطفئ الفتيل.
اليوم وبعد عام من إطلاق المشروع جرب أن تكون رسولا للأجيال القادمة فتشرح لابنك كيف يمكن أن تكون الحياة في هذه المدينة الحالمة. إذا لم نكن قادرين على حمل لواء هذا السحر الذي أطربتنا تفاصيله ونتمكن من تعريف أقرب الناس إلينا به فنحن بحاجة لإعادة النظر في كيفية تعاطينا مع الأمور، لا سيما وأننا كنا شهودا على تحولات متسارعة خلال العقود القليلة الماضية. من يتعجب اليوم من حدة وتيرة الأحلام، ويعتبرها غير مستساغة، فكل ما عليه هو أن يسترجع شكل أي مدينة يعرفها اليوم قبل ثلاثين عاما فقط.
الطبيعة والإنسان والابتكار هي معادلة تتطور مع الزمن ليتعامل الإنسان بالشكل الأمثل مع الموارد، لكن إنسان اليوم بحاجة ليطور من نمط التفكير إذا أراد أن يواجه تحديات الغد. الاستدامة والصحة وأسلوب الحياة، ضعها جميعا نصب عينيك وأنت تهيئ نفسك اليوم لتكون أحد سكان هذه المدينة الحالمة. فالرؤية التي نعرفها لإمكانية التنقل داخل أي مدينة على سبيل المثال يجب أن تأخذ شكلا جديدا في أذهاننا فننظر لها باعتبارها نظام متكامل لربط معالم الحياة على سطح الأرض وليست وسيلة تنقل فقط. المعنى الشمولي للنظام يشير إلى الاهتمام بأدق التفاصيل، وهو ما يعني عدم إغفال أهمية التناغم بين الآلة والطبيعة. وهنا أجد من الجميل أن نتشارك حيالنا الإبداعي للتعرف على جماليات الابتكار بهذه المدن الحديثة.
ورغم أنني كنت أنوي الحديث في هذا المقال عن إنجازات شهر بأكمله لكن عنصر الجمال الذي يرافق بعض الأحداث يغنيك عن أن تلتفت لغيره. لكننا في نفس السياق، وبعد أيام قليلة فقط من نفس الشهر الذي هو محور حديثنا، وفي مكان آخر لا يقل روعة ولا جمالا عن غيره من بقاع هذا الوطن يفاجئنا سمو ولي العهد في جلسة حوار خلال المنتدى الاقتصادي – الذي يهدف بالأساس إلى تحسين حالة العالم من خلال التعاون بين القطاع العام والخاص – يفاجئنا سموه بالإعلان عن فرص استثمارية تريليونيه لا تختلف في روعتها عن سابقتها. كل ذلك يأتي في ظل توجه المملكة لتتبوأ مركز الريادة في مجال الطاقة والابتكار. والجميل هنا أنك تجد في ترابط الأحداث ما يبعث البهجة في نفسك حين تستدرك أن كثير من مشاريع الطاقة التي يتم الإعلان عن الاستثمار فيها هي مشاريع طاقة متجددة، وتسير بالتوازي الطموح الذي نتحرك تجاهه في مدن مثل مدينة ذا لاين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال