3666 144 055
[email protected]
يخجل الكثير من الناس من محاولة التفاوض مع الباعة للحصول على سعر أقل أو ما يعرف شعبياً بمصطلح (المكاسر) خصوصاً في المولات والمحال المكتظة بالزبائن ظناً منهم أن ذلك يقصيهم عن دائرة البرستيج أو يظهرهم بمظهر البخلاء أمام الآخرين وهنا يجب توضيح عدة أمور.
أولاً، مسألة الكرم والبخل لا ترتبط لا من قريب ولا من بعيد بالعمليات التجارية فلن تجد تاجراً يعرض للزبائن بضاعته بالمجان حتى لا يوصف بالبخيل!
إذن الأولى بك أنت كمشتري أن تأخذ الأمور على هذا النحو وأن لا يكون كرمك مقابل عدم تكرم التاجر بتخفيض السعر لأجلك.
ثانياً، عليك أن تعلم يا أخي الكريم أن حتى حكومات أغنى الدول بميزانيتها وقضها وقضيضها تلجأ إلى (المكاسر) في مشاريعها عندما تطرحها على شكل مناقصات يربحها مقدم السعر الأفضل وأن محفظة جيبك لا تشكل حتى مثقال حبة من خردل من محافظ وحسابات هذه الدول.
ثالثاً، السعر الذي تشاهده على السلعة يمثل على الأغلب أعلى هامش ربح يريد التاجر تحقيقه من هذه السلعة خصوصاً في المحال ذات الإيجارات المرتفعة في المولات وغيرها بمعنى أن التاجر يعامل كل العملاء كمشترين للسعر الظاهر وإن ثبت له العكس يبدأ بتخفيضاته (تخفيض هامش الربح) والتي ربما تصل حتى سبعون وثمانون في المئة من السعر السابق إما بعرض لافتات جذابة أو صرخات (تصفية تصفية) بعربية لكنتها شرق آسيوية.
عموماً، قد لا يكون المكاسر بشكله التقليدي (آخر كم؟) ولا محاولة الخروج من المحل بعد التفاوض مع الالتفات للبائع حلولاً ناجعةً في عالمنا اليوم (عدا في الأسواق الشعبية طبعاً) لكن من الممكن الحصول على أفضل الأسعار بعدة طرق كالتسوق الإلكتروني بعد الانتهاء من عمل كل المقارنات السعرية. كذلك إظهار عدم رضاك عن السعر مع عروض الشركات التي تكون عميلاً دائماً لها كشركات الاتصالات تدفعهم لتقديم عروض أخرى أفضل بالنسبة لك، كما أن حرصك على التعامل مع الشركات التي لديها نظام ولاء خاص في كل القطاعات التي تستفيد منها يتيح لك تحقيق وفورات جيدة على المدى الطويل.
عليك فعلياً أن تدرك أن السلع غير المحتكرة دوماً تتفاوت أسعارها من بائع لآخر بحكم حسابات التاجر نفسه، فمثلاً قيادتك لسيارتك عشر دقائق من محل في أحد الأحياء الراقية لمحل آخر في حي أقل رقياً قد يوفر لك ما يصل لـ٣٠% من سعر المنتج ذاته في المحل الأول وهذا عن تجربة شخصية. أما أسعار الخدمات فنسبة التذبذب بها مفتوحة ويحكمها الظروف الزمانية والمكانية فقد ترى سعر الصورة الشمسية أو تصوير مستند رسمي في محل مجاور لدائرة حكومية في وقت الدوام الرسمي يصل لأضعاف مضاعفة من السعر في أي مكان وزمان مختلفين وهنا تبرز قيمة التبكير وما يوفره لصاحبه من مال وجهد خاصةً في الدفع للخدمات ولك أن تتخيل أنك قد تحصل على تذكرة لرحلة ما بعد شهر بنصف سعر حجزها في اليوم السابق للإقلاع وهب أنها تذاكر لعائلة من خمسة أفراد!
ختاماً، متعة القدوم في اللحظات الأخيرة والفعاليات الطارئة غير مخطط لها و أدرينالين تجربة السباق مع الزمن في إنجاز الأمور في وقت ضيق والهدايا السريعة نشوة مؤقتة عواقبها وخيمة على الأموال والأنفس.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734