الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أُثْريا وأَغتنىَ الشرق أوسطيين وخصوصاً السعوديين منهم قبل عدة أيام من مؤتمر أكثر من رائع معنون بـ”مستقبل المراجعة الداخلية”. حُقّ لكل مراجع داخلي سعودي أن يفتخر ويتغنى بهذا العمل لعام قادم على الأقل. في هذه المقالة، قطفتُ بعضاً من ثمار المؤتمر للقراء الأعزاء عبر اقتباسات وصفية موجزة ولولا حيز المقالة لأحضرتُ لهم سلال من الثمار من ذلك البستان. ولكن قبل أن أقدم لكم الثمار وجب على تقديم ثلاث ملاحظات وأرجو أن تصنف في خانة النقد البناء. أولاً، سقط سهواً من منظمي المؤتمر الاهتمام باللغة العربية وتوفير المترجمين حيث أن كثير من المصطلحات المذكورة فيه ذات عمق ومستوى عالي من التعقيد وربما من الجمهور من لا يتقن اللغة الإنجليزية ولكنهم يتقنون مهنة المراجعة الداخلية. ثانياً، ركز المؤتمر بشكل كبير على العلاقة بين خط الدفاع الثالث (المراجعة الداخلية) وخط الدفاع الثاني (المخاطر والإلتزام) وتجاهل احتياجات ومتطلبات خط الدفاع الأول (الإدارات التنفيذية) وتطلعات ورغبات المراجعين الخارجيين. ثالثاً، يوجد الكثير من المناطق الخصبة في البستان لم يتم استغلالها أبداً أو حتى بشكل كافي مثل طبيعة العلاقة التبادلية بين المراجعة الداخلية والحوكمة أو القانونية.
تحدث الرئيس التنفيذي لمعهد المراجعين الداخليين السيد أنتوني بوجليس بأن المعهد يتابع بشكل يومي ما يقلق مدراء المراجعة الداخلية والمدراء التنفيذيين بالمشاكل والقضايا ومن خلال دراسة أُنجزت قبل عامين وتم إعداد قائمة بتلكم المشاكل والقضايا وكانت مشكلة الأمن السيبراني على رأس القائمة ثم تسلسل الموارد ثم الاستدامة. ويسعى المعهد لوضع خطط للمعالجة.
أثار رئيس إدارة المراجعة الداخلية في صندوق الاستثمارات السعودي الأستاذ مايك تشينغ ثلاث قضايا مهمة يجب الانتباه لها. أولاً، استخدام أنظمة الذكاء الصناعي AI لتحليل البيانات لدعم أعمال إدارات المراجعة الداخلية. ثانياً، يجب على إدارات المراجعة الداخلية تبني أسلوب Auditing Agile أو التدقيق الرشيق من خلال الإنجاز السريع وبدون تعقيدات بسبب غياب الثبات في عالمنا الحالي ونبذ المنهج التقليدي للمراجعة الداخلية الثقيل. أخيراً، كثرة انتقالات المراجعين الداخلين بعد سنوات قليلة من فهمهم لأنظمة الرقابة ثم تحولهم الى تخصصات أخرى أدى الى غياب الاحترافية عن منسوبي هذا التخصص.
اقترحت الأستاذة دومينيك فينلسنتي نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للمراجعة الداخلية في شركة أوبر أربعة عناصر يجب تغيرها في أعمال ونشاطات إدارات المراجعة الداخلية. أولاً، الانتهاء من مفهوم Risk-Base Audit أو التدقيق بقاعدة المخاطر ويمثلها خطوط الدفاع الثلاث والانتقال الى مفهوم Value-Base Audit أو التدقيق بقاعدة القيمة ويقصد بها تشارك إدارات المراجعة الداخلية في رفع قيمة منتجات المنظمة. ثانياً، التوقف عن الاهتمام بالمساهمين والانتقال الى الاهتمام بأصحاب المصلحة. ثالثاً، التخلي عن عقلية المنظمة Organization Mindset والتحلي وتبنى عقلية المنظومة Ecosystem Mindset. أخيراً، يجب ان تكون أعمال المراجعة الداخلية مدفوعة بالتجديد و الإبداع Innovation Driven ونبذ المفاهيم القديمة.
قال رئيس مجموعة المخاطر والائتمان في مصرف الراجحي الأستاذ عبد العزيز الرصيص بأنه يجب وضع إطار عمل مشترك لتصنيف إدارة المخاطر وإدارة المراجعة الداخلية لإيجاد لغة مشتركة بينهما بسبب تداخل المهام والوظائف بين المراجعة الداخلية وإدارة المخاطر وذلك بهدف تحقيق المصالح العامة والشاملة.
وتحياتي،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال